من يعشق الجاز ولم يلاقِ أصدقاء ديزي غيلسبي الأسبوع المنصرم في «بيت الدين» (الأخبار 17/ 7/ 2012)، فاته إعصار من الجمال والخبرة والإتقان العالي في هذا المجال. لكنّ عشّاق الأوبرا لا يزال بإمكانهم الاستمتاع بلحظات مماثلة ضمن «مهرجانات بيت الدين»، مع إنتاج عالي النوعية لـLa Bohème، أحد أشهر الأعمال الأوبرالية الإيطالية في القرن التاسع عشر، وأهم عمل تركه المؤلف الكبير بوتشيني.
مساء غد، يُختتم برنامج المهرجان العريق لهذا الموسم مع مجموعة من عشرات الفنانين بين المغنين/ الممثلين الذين يؤدون الأدوار الأساسية لرائعة بوتشيني، والكومبارس المشارك في بعض المشاهد واللوحات الغنائية/ التمثيلية. هذا العمل الذي يتألف مسرحياً من أربع لوحات تنتجه، بالتعاون مع لجنة المهرجان، واحدة من أهم الجهات المختصة بهذا الفن في العالم: Les Chorégies d’Orange (فرنسا). تجدر الإشارة إلى أن «مهرجانات بعلبك الدولية» التي غاب عنها العمل الأوبرالي هذه السنة، اختتمت موسم 2009 بأوبرا «لا ترافياتا» لفيردي، وحملت يومها توقيع المنتج الفرنسي ذاته. من جهة ثانية، تشارك في هذا العرض لأوبرا La Bohème الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو الفرنسي (المغمور) جان ـــ إيف أوسونس. أما لجهة الأدوار الرئيسية، فتؤدي شخصية ميمي السوبرانو الرومانية الواعدة أنيتا هارتيغ، ويشاركها في البطولة التينور الإيطالي الشاب باولو فاناليه في دور رودولفو. كذلك تشارك إلى جانبهما مجموعة من المنشدين التابعين للمنتج الفرنسي وجوقة أطفال من لبنان (The Children Choir of Lebanon). من دون شك، تُعَدّ هذه الأمسية استثنائية في فئتها، خصوصاً أن المهرجانات المحلية الأخرى لم تنافِس في هذا المجال. وبصرف النظر عن الإنتاج والأداء المنتظر على مستوى التمثيل والغناء والعزف، نحن في صدد عملٍ قيّم بحد ذاته، إنْ لناحية الحبكة الدرامية والأحداث المشوّقة والواقعية، أو لناحية الألحان العذبة التي يعبِّر من خلالها المؤلف عن الحب والموت والترقُّب وغيرها من الحالات الفردية والجماعية.
هكذا، مع الحياة البوهيمية والمرض والفقر والمغامرات العاطفية السعيدة والتعيسة بين ميمي الخيّاطة ورودولفو الشاعر في باريس القرن التاسع عشر، تَختتمُ «مهرجانات بيت الدين» برنامجها.



أوبرا La Bohème: 9:00 مساء غد ـــ «مهرجانات بيت الدين» ـــ
للاستعلام: 01/999666