لـ «راديو مونتي كارلو» مكانة خاصة في وجدان اللبنانيين والعرب. إنّها الإذاعة الفرنسية الأولى التي حملت منذ 40 عاماً الموسيقى والبرامج التواصلية إلى مستمعيها في البلدان العربية، ثم الأخبار في زمن لم يكن فيه أثير الـ «إف إم» مكتظاً بعد. بدأ بث «مونتي كارلو الشرق الأوسط» في الأول من أيار (مايو) 1972 انطلاقاً من قبرص بعد قرار فرنسي بالوصول الى العالم العربي. وبعدما اقتصر بث الإذاعة الفرنسية ذات الوجهة العربية على أربع ساعات موسيقى فقط، تأهبت بعد سنة لمواكبة حرب أكتوبر 1973، فزادت ساعات البث الى 17، وأثبتت وجودها عند مستمعي المنطقة. «مونتي كارلو» التي غيّرت اسمها إلى «مونتي كارلو الدولية» عام 2006، شهدت تغييرات عدة، فتبدّل مالكوها وبعض مدرائها. وفي عهد نيكولا ساركوزي، انضمت الى مجموعة «المرئي والمسموع الخارجي الفرنسي» مع قناتي «فرانس 24» و«تي في 5 موند». ويرأسها حالياً ألان دو بوزياك، فيما تحتل الإعلامية اللبنانية ناهدة نكد منصب نائبة المدير العام للأخبار والبرامج.
وفي احتفالها بعيدها الأربعين اليوم، خصصت الإذاعة نهاراً طويلاً زاخراً بالذكريات. يبدأ النهار الاحتفالي عند الرابعة فجراً: مستمعون وصحافيون وفنانون سيشاركون في اليوم الطويل من خلال شهاداتهم وفقرات موسيقية ومقابلات خاصة بالمناسبة. لـ «مونتي كارلو» تاريخ في التواصل مع المستمعين عبر عشرات البرامج التي فتحت الهواء للناس ومدّت الجسور معهم وبينهم. لذا سيفتتح المستمعون من لبنان وفلسطين والإمارات وموريتانيا البث بأمنياتهم ومطالبهم، وستخصص فقرة لتاريخ العلاقة بين الإذاعة ومستمعيها.
نجوم «مونتي كارلو» ممنّ أطلقتهم الإذاعة أو مرّوا عبرها، سيطلّون مجدداً على أثيرها عبر شهادات من محمد كريشان، وجورج قرداحي، وفريدة شوباشي، وأنطوان نوفل، وسناء منصور... وسيشارك الفنانون أيضاً في العيد: وديع الصافي سيغني لـ «مونتي كارلو» «سنة حلوة» بصوته، والياس الرحباني سيقدم لها «جينغل» جديد للمناسبة. أما وليد توفيق، وراغب علامة، وهيفا وهبي، ومكادي نحاس، وعمر الشريف، ومنى واصف، ويسرا، فسيدلون بشهادات عن الإذاعة التي ستستعيد أيضاً بعض المقابلات معهم. أما التحية الخاصة، فتوجهها «مونتي كارلو» بصوت غابي لطيف إلى الـ «أميغو» حكمت وهبي. هكذا، ستعود الى أبرز مراحل حياة الفنان الراحل، الذي لمع نجمه عبر أثير الإذاعة منذ عام 1976 وتعيد بث أجمل أغانيه.
بعد 40 عاماً، يحلّ «ربيع مونتي كارلو» حسب مديرة البرامج عليا قديح التي تقول لـ «الأخبار» «إن هدفنا ليس منافسة الإذاعات الأخرى، بل تقديم شيء مختلف»... فهل سيزهر ربيع الإذاعة فعلاً؟ وكيف ستتكيف مع السياسات الفرنسية والتغيرات العربية القادمة؟ التحديات كبيرة والمتابعون على السمع.