عكّا | قصيدة واحدة، بتوقيع غونتر غراس (الصورة)، كانت كافية لإقامة الدنيا في إسرائيل. يغال بالمور، المتحدّث بإسم خارجيّة العدوّ، تحوّل ناقداً أدبياً، وفتح النار على صاحب نوبل للآداب (1999)، معلّقاً على قصيدته «ما ينبغي قوله» المنشورة في صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية (٢/ ٤) بأنّها «سيئة ورديئة وتفتقر إلى اللباقة». فيما رأى المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف، في صحيفة «هآرتس» أن غراس «مثير للشفقة أكثر مما هو معاد للسامية».
القصيدة جاءت على شكل مرافعة ضدّ إسرائيل التي تدّعي «الحق في مهاجمة إيران»، ما يشكل خطراً على شعب كامل معرّض للابادة، بسبب تهمة غير مؤكّدة. كما يدعو شعبه الألماني الذي يكفيه ما ارتكبه من أخطاء، إلى عدم التحوّل إلى شريك في هذه الجريمة المعلنة. ويتساءل غراس: لماذا لا يسلّط الضوء على غواصات «دولفين» التي تبيعها ألمانيا لإسرائيل، وهي مهيأة لاستقبال السلاح النووي الاسرائيلي؟ ويضيف: «لماذا انتظرت إلى اليوم كي أقول إن القوّة النوويّة الاسرائيليّة تشكّل خطراً على السلام العالمي الهشّ أساساً؟ لأنّ الأوان ربّما يكون قد فات غداً لقول هذا الكلام».
وتلقّت سلطات الاحتلال الحريصة على تلميع صورتها في الإعلام الغربي، صفعة أخرى من إيما تومسون. لقد وقّعت الممثلة البريطانية على عريضة تطالب بعدم مشاركة فرقة إسرائيليّة في مهرجان «شكسبير» في شهر أيار (مايو) المقبل في لندن. وعبّرت تومسون (53 عاماً) عن «استيائها» كون مسرح «هابيما» مدعوّاً لتقديم «تاجر البندقيّة». وذكّرت الممثلة الحائزة جائزة «أوسكار» بأنّ «للمسرح سجلاً مخجلاً بسبب تورّطه في أنشطة ثقافية داخل المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المزروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وتقصد تومسون بذلك مستوطنتي أئريل وكريات أربع المزروعتين في الجليل المحتلّ... هكذا تأخذ المقاطعة الثقافية لإسرائيل بعداً تصعيدياً حول العالم.