من بات يسمع اليوم بمجلة «الشراع» أو يُقدم على شراء أعدادها؟ لا نملك إجابة مؤكدة، لأنّ ذلك يحتاج إلى دراسة السوق. لكن من المؤكد أنّ هذه المجلة تشحذ الشعبية من خلال العناوين الفضائحية، فكيف إذا كان غلاف عددها الجديد (الاثنين 14 كانون الأوّل/ ديسمبر ــ الصورة) يحمل صورة فيروز، وإلى جانبها عنوان: «ما لا تعرفونه عن سفيرة لبنان إلى النجوم: فيروز عدوّة الناس، وعاشقة المال والويسكي، ومتآمرة مع الأسد»؟
في الداخل، أفردت المجلة ست صفحات للموضوع، حملت توقيع الناشر حسن صبرا. اعتذر الأخير بداية من القرّاء لأنه في هذه المقالة أراد تقديم فيروز «كإنسانة»، ووعدهم بأنّهم سيصدمون لسرده «وقائع كانت فيروز طرفاً أساسياً فيها دائماً».
بعد قراءة السطور «القيّمة»، يثبت أنّ صبرا تعمّد استغلال فيروز لأغراض وضيعة، محاولاً «محاكمتها» أخلاقياً وإنسانياً، وهذا ما لا يحق لأي أحد فعله أيّاً يكن. «فيروز «بخيلة»، حصلت على مال كثير، لم تفعل خيراً في حياتها... ملتزمة دائماً بيتها... رفيقها الدائم كأس الويسكي من نوع «تشيفاز ريغال»... مزاجية... علاقتها ودّية مع الأسد في سوريا». هذا ملخص محتوى المقال/ السكوب الذي ولّد مزيداً من الإدانة لهذا النوع من الصحافة الصفراء التي تحاول اقتناص واقتحام وربّما فبركة أحداث ووقائع تصل إلى الحياة الشخصية. بالطبع، لن يؤثّر هذا المقال في تاريخ فيروز المرصّع بالأمجاد والعطاءات. قد ينجح صبرا ومجلته في تسجيل نسبة مبيعات أكثر هذه المرّة، لكن الأكيد أنّ ما حصل هو نقطة سوداء ستضاف إلى سجلّ هذه المطبوعة والانحطاط الصحافي بشكل عام في لبنان.