دمشق | تعليقاً على زيارة لجنة مراقبي الجامعة العربيّة إلى دمشق، ردّد رموز المعارضة في الخارج أنّ النظام السوري حاول تضليل المراقبين عبر تغيير اللافتات الطرقية لإيهامهم بأنّهم يزورون أماكن التوتر. لكنّ أحداً لم يكن ليتخيّل أن تروق الفكرة «غوغل»، إذ دخل محرّك البحث الشهير بقوّة على خطّ الأزمة السوريّة من خلال خدمة Google Earth. هكذا تغيّرت أسماء بعض الشوارع التي تظهر على خرائطه لتتناسب مع «سوريا الجديدة».
أحد شوارع مدينة حماة، حمل اسم «شارع ابراهيم القاشوش»، تيمناً بالمطرب الشعبي الذي ألّف شعارات تردّدت خلال التظاهرات، قبل أن يعثَر على جثته مرمية عند أطراف نهر العاصي، بعدما سحبت حنجرته بطريقة وحشيّة. وكانت بعض المواقع السوريّة قد تناقلت أخباراً عن أنّ «غوغل» غيّر اسم جسر الرئيس حافظ الأسد، في منطقة البرامكة (دمشق)، المعروف باسم «جسر الرئيس»، ليسمّيه باسم الناشط الراحل، لكنّ التسمية الجديدة سرعان ما اختفت عن خرائط محرّك البحث.
وبحسب موقع «داماس بوست»، غيّر «غوغل» اسم «شارع 8 آذار» في اللاذقية إلى «شارع 15 آذار»، للإشارة إلى موعد انطلاق التظاهرات الشعبيّة. و«شارع 8 آذار» هو قلب المدينة التجاري والسكاني والإداري، وسمي بهذا الاسم تيمناً بثورة الثامن من آذار (مارس) 1963. المبحر على خرائط «غوغل» المستحدثة، قد يعثر أيضاً على تسميات مستحدثة عديدة منها، شارع في منطقة قدسيا يحمل اسم «شهداء حمص».
ووجد البعض في هذه التغيّرات موقفاً سياسياً معلناً اتخذه محرّك البحث من التطوّرات السوريّة. بعض المواقع الإلكترونيّة رأت أنَّ الناشط المصري وائل غنيم الذي يشغل منصب المدير الإقليمي في شركة «غوغل» في الشرق الأوسط، أدى دوراً مهمّاً في إجراء هذه التغييرات. وقد حاولت «الأخبار» الاتصال بغنيم لاستيضاح الأمر، إلا أنّ هاتفه كان خارج التغطية. لكنّ بعض العارفين بتقنيات «غوغل إيرث» أكّدوا أنّ الأمر قد لا يحتاج بالضرورة إلى قرار «رسمي» من «غوغل»، بل إلى حملات فرديّة لتغيير أسماء المواقع الجغرافيّة، يمكن أن تقودها مجموعة من المسجلين في الموقع.
أمّا الشارع السوري، فقد تلقّف خبر تغييرات «غوغل» بشيء من الدعابة. وراح السوريون يتندّرون على التحوّلات المحتملة التي قد تفرضها خرائط «غوغل إيرث» في الأيام المقبلة. «هل يعقل أن يتغير اسم «مدينة باسل الأسد الجامعية» ليصير «مدينة برهان غليون الجامعية»؟ سأل أحد الظرفاء.