تحتفل فرقة «لبن» للمسرح الارتجالي في هذه الفترة بعيدها السابع. الفرقة الشابة التي تأسست عام 2009، قدّمت أكثر من 200 عرض مسرحي، ونظّمت أكثر من 15 ورشة تدريب متخصصة، فضلاً عن حوالى مئة ورشة عمل في المنطقة العربية. بعد نجاحاتها المتلاحقة، ها هي الفرقة اللبنانية الشابة تعود إلى الخشبة بدءاً من غد الأحد بعرضها الجديد «شو شغلك؟» في ثلاثة مواعيد فقط (20 و26 و27 آذار الحالي) في «مسرح بابل» (الحمرا ــ بيروت).
ثلاثة ممثلين ارتجاليين امتهنوا هذا النوع من المسرح على مدى أكثر من ست سنوات، هم أبطال المسرحية الجديدة. سيجتمع المدير الفني للفرقة رافي فغالي، وعلي ضاوي، وفداء غبريل لمدّة ساعة ونصف ساعة لتقديم مسرحية مرتجلة تجري أحداثها في عام 2081. بحلول هذه السنة، سنبقى مضطرين إلى القيام بأكثر من عمل لتأمين متطلباتنا الحياتية واستمراريّتها. غير أنّه مع مرور الوقت، سيصبح هذا التعدد الوظيفي أكثر تنظيماً بفعل تطوّر الأنظمة التي نعيش فيها وإدراكها للقدرات البشرية. في 2081، سيقوم كلّ ممثل بوظيفة واحدة فقط، تتغيّر مرّة كلّ عام، إلا أنّ تحديد هذه الوظيفة سيكون بأيدي الجمهور. هذا ما يؤكده رافي فغالي في اتصال مع «الأخبار». ويوضح أنّه قبل بدء العرض، سيجول ساعي بريد على الجمهور لأخذ اقتراحاته حول الوظائف التي سيبني الممثلون عرضهم على أساسها، تزامناً مع ارتجال الموسيقى (طوني جعيتاني) والضوء (فرح ورداني).
يختلف هذا العرض عن غيره من أعمال «لبن» السابقة مثل «املأ الفراغ» و«حكايات شهرزاد الضائعة» وغيرهما في نواحٍ عدّة. هو يستند إلى أداء أشخاص باتت لديهم خبرة طويلة في مجال الارتجال، لا بل صاروا يدرّبون آخرين أيضاً. أما الفكرة فهي مبتكرة وليست مستوحاة من أعمال ارتجالية من خارج لبنان: «لطالما كنّا نلجأ إلى أفكار نراها في دول أخرى، خصوصاً أنّ هذا النوع من الفن جديد في لبنان». أما النقطة الثالثة التي يكمن فيها الاختلاف، فهي أنّ «شو شغلك؟» سيكون خالياً من التفاعل المباشر مع الجمهور طوال الوقت. «في العروض الفائتة، كانت ردود الجمهور وانفعالاته وطاقته تؤثّر في مجريات عروضنا. أما هذه المرّة، فسينحصر التفاعل مع الناس بالأوراق التي سيسجّلون عليها اقتراحاتهم ويعطونها إلى ساعي البريد، أي إنّه سيكون غير مباشر»، يقول رافي فغالي. ويلفت إلى «أنّنا اليوم نختبر تجربة جديدة أقرب إلى مسرحية عادية. ولا ندري إن كنّا سننجح أو لا. وحدها العروض الثلاثة ستحسم الموضوع».
وعمّا إذا ما كان أعضاء الفرقة اكتسبوا خبرة أكبر وصاروا أكثر نضجاً في العمل، يشدّد رافي على أنّ «الناس هم من يحكمون في هذا المجال، سواء مَنْ شاهدونا سابقاً أو مَنْ يتعرّفون إلينا للمرّة الأولى»، موضحاً أنّ العرض لن يتعدّى ثلاثة مواعيد و«لا ندري إن كنّا سنعرض في مكان آخر. التحديات كثيرة، لا سيّما مادياً، لكنّنا نأمل الاستمرار».
لا شك في أنّ «لبن» ماضية في تطوير نفسها، إذ تستمر في نشر المسرح الارتجالي في لبنان عبر العروض والتدريب وخلق مجموعة من الفنانين المسرحيين المرتجلين. أعضاؤها ما زالوا يتلقون تدريباتهم السنوية المكثفة على يد المخرج السينمائي الأميركي تيم أور الذي يتمتع بخبرة طويلة في مجال المسرح الارتجالي. هنا، يشير رافي فغالي إلى أنّ عدد أعضاء «لبن» فاق عشرين شخصاً «لأنّنا صرنا نعمل على خلق فرق شبابية»، فرق تستفيد منها «لبن» في عملها الاجتماعي، خصوصاً لناحية مخاطبة الفئات العمرية الصغيرة وتدريبها لرفع الوعي لديها.

«شو شغلك؟»: 20 و26 و27 آذار (مارس) ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «مسرح بابل» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/744033 أو 78/917123