وسط ضوضاء حانات منطقة مار مخايل (بيروت)، يستضيف «نسوية كافية» نادياً سينمائياً بتجهيزات متواضعة ضمن نشاطات «الرابطة السورية للمواطنة». تتوسط صالة «نسوية» شاشة لمتابعة تجارب سينمائية مُختارة، تعرض مجاناً في محاولة لتقديم نوع من الأفلام لا يجد طريقه إلى الصالات، إضافة إلى وجود المخرج نفسه أحياناً لمناقشة عمله ضمن حوار مفتوح مع الجمهور يديره الباحث والأكاديمي السوري المعارِض حسّان عباس. يسعى النادي إلى تفعيل تجربة الحضور السينمائي والعلاقة بين المشاهد وصانع الفيلم بصورة أكثر حميمية تعمّق رؤية الأفراد للشريط. يوم الخميس الماضي مثلاً، عُرض الفيلم التسجيلي «حكايات حقيقية عن الحبّ والحياة والموت وأحياناً الثورة» (تعاون سوري ــ دنماركي) للمخرج السوري نضال حسن. اكتظ المقهى بالحاضرين الذين شاهد بعضهم الفيلم من خلف الزجاج الخارجي، لتزداد التجربة حميمية بوجود بعض من شاركوا في إنجاز العمل، إضافة إلى عدد من النشطاء السوريين الذين التقطتهم كاميرا المخرج أثناء الاحتجاجات في سوريا.

هذه هي رابع تجارب النادي، سبقها عرض فيلمين سوريين هما «تحت السقف» (نضال الدبس)، و«عالشام ... عالشام» الممنوع في سوريا (نبيل المالح)، وآخر لبناني هو «أبي ما زال شيوعياً» (أحمد غصين). وفي 7 تشرين الثاني (نوفمبر)، يحتضن «نسوية كافيه» فيلم «زبد» باكورة أعمال المخرجة والممثلة السورية ريم علي التسجيلية.