انطفأ المخرج الفرنسي باتريس شيرو (1944 _ الصورة) أول من أمس في باريس بعد إصابته بسرطان الرئة، منهياً بذلك رحلة امتدت 40 عاماً في الإخراج والمسرح والأوبرا والسينما والتمثيل والسيناريو. أحد أبرز المخرجين الأوروبيين، اكتسبت أعماله شهرة واسعة وعرفه النقاد الباريسيون في عمر مبكر، كما حازت أعماله جوائز عدّة في أبرز المهرجانات مثل «كان» الذي منحه جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «الأميرة مارغو» عام 1994، وجائزة الدب الذهبي في «مهرجان برلين السينمائي» عام 2001. في عام 1969 خرجت الأوبرا الأولى له إلى الضوء، لينتقل بعدها إلى العمل بين إيطاليا وألمانيا وباريس. إخراجه أوبرا «رينغ» لفاغنر على خشبة مسرح «بايروت» في ألمانيا بين 1976 و1980 جعله أحد أبرز رموز المسرح العالمي. بدءاً من الثمانينيات، جاء لقاؤه بالكاتب والمخرج المسرحي الفرنسي برنار ماري كولتيس ليطبع نتاجه، إذ أخرج العديد من مسرحياته من بينها «في عزلة حقول القطن» و«روبرتو زوكو». تجمع أعمال شيرو بين البحث الفني، والفكر السياسي، والاهتمام بالهواجس الإنسانية، وقد كتب سيناريو مجموعة من الأفلام، كما أخرج حوالى 11، من بينها «الرجل المصاب» (1983)، و«حميمية (2000) إلى جانب إخراجه عدداً من المسرحيات، من بينها «هاملت» (1988) و«فيدرا»، وآخرها عرضه «إليكترا» لشتراوس التي لاقت اهتماماً واسعاً لدى عرضها في تموز (يوليو) الماضي ضمن مهرجان «ايكس أن بروفانس للأوبرا» (جنوب فرنسا).