أثار الممثل الأميركي توم هانكس (الصورة) موجة من الانتقادات في السعودية بمجرّد بثّ الإعلان الترويجي لفيلمه الجديد A Hologram for the King (كتبه وأخرجه توم تايكوير)، المقتبس عن رواية حملت الاسم نفسه للكاتب دايف إيغرز (2012). تدور أحداث الفيلم الذي صوّر بين المغرب وألمانيا حول رجل أعمال أميركي يقرّر السفر إلى المملكة لتسويق تقنية متطوّرة للتصوير الثلاثي الأبعاد لأحد الأمراء. إلا أن محاولات هانكس المُفلس بسبب الأزمة المالية الأخيرة تبوء بالفشل، بسبب اصطدامه بالبيروقراطية والتقاليد المحافظة و«جهل» السعوديين بالتقنية الحديثة. بداية، لن نعرف لماذا قرّر هانكس أن يغيّر حياته، وينتقل إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، موجّهاً بوصلته إلى السعودية. البلد الصحراوي الذي يلبس مواطنيه الدشداشة الواسعة، ويظهرون حبّهم الهستيري للحضارة والفنّ الأميركيَّين! سنشاهد كيف وصل هانكس إلى السعودية على متن طائرة مليئة بالحجاج. الفيزا السعودية أخذته مباشرة إلى الظهور مستلقياً على أريكة بهو الفندق أمام شاشة تلفزيونية ضخمة لمتابعة رقصة «العرضة» السعودية. ينتظر هانكس سائقه السعودي الذي يتحدّث الانكليزية بالرغم من مظهره المتّسخ، ليأخذه باتجاه قلعة فخمة وسط الصحراء لعرض منتجه على تاجر سعودي. لكن الأخير يقرّر أن يُري المواطن الأميركي خططه لإعمار الصحراء. كل ذلك وسط خيبة هانكس من مجرّد التفكير بالحفر في الرمال السعودية المتحرّكة. صبغ الشاشة بالأصفر الصحراوي طوال مدّة العرض الدعائي، يحاول هانكس كسر جموده بأسئلة على غرار سؤاله للسائق عمّا يحدث أمام أحد المساجد الذي عبرا من أمامه، ليردّ السعودي بشكل ساخر: لقد تم إعدام أحدهم ليلة البارحة، هل تريد الذهاب للفرجة؟ في إشارة إلى الإعدامات المتزايدة في المملكة، وسط صدمة هانكس واستنكاره للحادثة.
بطل forrest gump يظهر هذه المرّة بالزيّ الخليجي التقليدي بطريقة لم يعتبرها السعوديون مسليّة وهو يتجوّل في الصحراء القاحلة. كأنّ هوليود أقسمت ألا ترى مدناً حضارية في هذا الطرف من العالم. تحوّلت المدينة من صحراء مليئة بالبشاعة إلى شاطئ وبنايات فخمة لحظة لقائه بامرأة سعودية جميلة. العمل الذي ينتظر عرضه في الصالات في شهر نيسان (أبريل) 2016، أثار موجة من الجدل والانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبره ناشطون سعوديون «إظهار بلادهم على أنّها متخلّفة ومليئة بالصحاري والجمال». فقد كتب مواطن سعودي انطباعه عن الفيلم المقبل بالقول: «هذا الشريط إهانة كبيرة لنا. في المملكة طبيبات وشخصيات منفتحة تنال احترام الجميع. أنا أفتخر بأنّني سعودي. ولعنة الله على أفلامكم السقيمة». كتبت ناشطة على تويتر تعليقاً «فيلم توم هانكس عن السعودية والنظرة الهوليودية النمطية عنّا هي بعارين وخيام، لا وشكله بيحبّ وحدةٍ من بناتنا بعد». في المقابل، يقول ناشط آخر: «أكثر ما يعجبني بالغربيين عدم اعترافهم بالسعودي أو المتسعود المسخ، هم فقط يرون السعودي المتمسّك بتقاليده ودينه... تحية لهانكس».