كلانا على المائدةْ - مائدةِ حياتي -كأنما أنتَ الربّ وأنا خادمُه :
أنتَ تأكل
وأنا أتطلّعُ إلى أسنانكَ، وأقول:
الحمدُ للـه على النعمةْ .
.. .. .. ..
أتساءلُ، فقط أتساءلْ :
فيما أنتَ تنظرُ إلى جوعِ عينَيّ
هل راقَ لكَ مذاقُ لحمي؟ ..

.. .. .. ..
لكأننا توأمان :
كلانا جائعْ. كلانا مُمْتَنّْ . وكلانا ضروريٌّ لمشاريعِ الأبديةْ :
أنا أُشعلُ لك الشموع
وأنتَ تَتَلهّى بتأليفِ المكائد والأناجيلْ .
كأننا.. توأمان !
.. .. .. ..
.. .. .. ..
إذنْ، فلنفترقْ !
لا أنا أُصَدّقُ ضحكتكَ، ولا أنتَ تُصدّقُ حيائي .
لنفترقْ !
لقمتُكَ من دمي، وانتصارُكَ من هدايا ضعفي.
لنفترقْ !
وليَغفرِ القويُّ منا ما يُضمرهُ قلبُ صاحبهِ الخائف .
لنفترقْ !
ولننسَ ما سبقَ أنْ تَبادلناه
- قبل أن نجلسَ إلى هذه المائدةِ الملعونةْ -
مِنْ قُبَلٍ، وصلواتٍ، وقذائفِ ورْد.
لنفترقْ .. وننْسَ
أنّ ما كان يَشدُّ التوأمَ إلى شقيقهِ التوأم
لم يكن إلّا خوفَ المعزاةِ من الذابح
وشهوةَ المنتصرِ لمعانقةِ غريمهِ المهزومْ.
.. ..
ليفترقِ الميّتانْ !
11/6/2012