«لا شيء يضيء جسد المدينة المركونة على تلافيف الأمسيات». الجملة اللافتة كتبتها الصحافية السورية روزالين الجندي على صفحتها الخاصة على فايسبوك، لتعلن غرق أقدم عاصمة في التاريخ في ظلام دامس منذ ليل أوّل من أمس.
انقطاع التيّار الكهربائي استمر حتى لحظة كتابة هذه السطور، من دون أن يعرف سكان المدينة سبب العطل لكنّهم كالعادة حوّلوا المشكلة المعيشية الجديدة مادة لسخريتهم المعتادة من كل الخراب الذي يحيط بهم. جدران مواقع التواصل الاجتماعي هي الملاذ الوحيد للتنفيس عن الغضب لمن تمكن من التقاط شبكة الانترنت التي تضعف مع انقطاع التيار الكهربائي. هكذا، كتبت النجمة شكران مرتجى على صفحتها «لم يبق إلا القليل لتنتج مولدة الكهرباء بيضاً من كثرة تعبها!»، ثم أردفت: «سوريا صدّرت الكهرباء إلى العالم واليوم تنام في العتمة. تصبحون على نور».
فيما علّقت إحدى المغتربات في الهند بالقول «لا كهرباء في سوريا ولا ماء ولا محروقات ولا خبز ولا اتصالات، حتى نسمة الهواء صارت حلماً. أهلي وأصدقائي تناولوا القمح وأحضروا مريم نور»، انتشرت أغنية غوّار الشهيرة «فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة»، وكما علّق عليها قاطن أحد أحياء دمشق الراقية مضيفاً: «نملية وبيت مونة لأننا سنودع البراد على مقلب آخر».
إذاً، اشتعلت صفحات المغتربين والمهجرين السوريين بالحنين إلى مدينة لطالما تغنّوا بأضوائها الساحرة وأضواء معالمها الأثرية عند الإطلالة عليها من قمة جبل قاسيون.