بعد «بيت الدين» جاء دور «بعلبك». الفنّانون على المنصّة هذه المرّة حول نايلة دو فريج، وستعطى لهم فسحة للكلام، فاديا طنب الحاج، عاصي الحلاني، مرسيل خليفة… الوزيران فادي عبّود وغابي ليّون هنا أيضاً كالعادة. جاءا من دون نقيب الصحافة، ما يكسر الروتين قليلاً. وأضيفت إليهما الوزيرة المانحة ليلى الصلح حمادة (مؤسسة الوليد الانسانيّة)، ورئيس بلديّة بعلبك هاشم عثمان الذي أعطى حضوره نكهة (بعلبكيّة) خاصة للقاء.
العبارات المستهلكة إيّاها راحت تتطاير في صالة الفندق البيروتي الفخم، حيث أطلق برنامج «مهرجانات بعلبك الدوليّة» لهذا الصيف (٣٠ حزيران/ يونيو ـــ ٣٠ آب/ أغسطس). عدّت زميلتنا ١٤ كاميرا تلفزيون، وسمعنا ستّ مرّات عبارة «رسالة لبنان الثقافيّة والحضاريّة»، وأربع مرّات «رغم الصعوبات التي تمرّ بها المنطقة». لم يأت عاصي على فرسه، كما لاحظت الست ليلى. «الثقافة عنصر من عناصر الوطن» اكتشف وزير الثقافة. اعتذر من الفنّانين لأنّه لا يعطي الأماكن الأثريّة لكل من يطلبها. «المهمّ ما تبيعوها»، علّق أحد الخبثاء خلفنا. الست ليلى حيّت «العشائر» الطيّبة المسالمة في أرض الأمان. وجاوبها رئيس البلديّة: «نحن لا نضمر الشرّ إلا لأعداء لبنان»، قبل أن يختم: «بعلبك ما بتخوّف!». من قال إنّها تخوّف يا ريّس؟
رئيسة لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية» نايلة دو فريج، نفد صبرها بعد الجولة الأولى من الخطابات: «دعونا نشاهد مقتطفات الفيديو، الناس هنا ليكتشفوا البرنامج الفنّي». والبرنامج لافت «رغم الصعوبات التي تمرّ بها المنطقة»: ستة مواعيد منوّعة تجمع، من جهة بين الأوبرا (رينيه فلامينغ، ٣٠/ ٦) والروك (ماريان فيثفول، ١٧/ ٨) والجاز (إليان إلياس، ٢٣/ ٨) والرقص المعاصر (سيدي العربي الشرقاوي/ Puz/zle - ٣٠/ ٨ )، ومن جهة أخرى الأغنية اللبنانيّة العربيّة، البلديّة منها (عاصي الحلاني، ٩ و١٠/ ٨) والجديدة (مرسيل خليفة، ٢٤ و٢٥/ ٨).
عاصي ابن البلد عبّر عن سعادته بالوقوف للمرّة الثالثة (بعد كركلا والأخوين صبّاح) على الخشبة في مدينة الشمس. وكشف أن «عاصي الحلم» (٨ - ١٠/ ٨)، عرضه الراقص والموسيقي والغنائي الضخم الذي تنتجه «بعلبك» (أكثر من ٨٠ راقص وموسيقي)، «يغرف من أرشيف عاصي الحلاني، ويروي سيرة حياته، من خلال أربعة فصول» (كوريغرافيا فرنسوا رحمه، إخراج جو مكرزل). إنّها باختصار معادلة كركلا - الرحابنة الجدد التي تندرج في خانة «الليالي اللبنانيّة» العزيزة على قلب وذائقة الوزيرين ليّون وعبّود. ثم تحدّثت طنب عن عمل العربي الشرقاوي، الكوريغراف الذي شارك بعمل سابق هو «بابل» قبل عامين في «بيت الدين»، ويشتمل على أغنيات كورسيكيّة وعربيّة وبيزنطيّة وسريانيّة، تؤدي هي بعضها. أما مرسيل خليفة الذي سيسترجع أغنياته القديمة التي «في البال» هذا الصيف، وحده على العود في معبد باخوس، فقرّر أن يقلب الطاولة على الجميع، معلناً تمايزه السياسي والأخلاقي: «الإنحطاط الذي نتعرّض له (…) نتاج موضوعي للواقع السياسي والإجتماعي والثقافي الذي تحميه المؤسسات والسلطات» قال الرفيق مرسيل قارئاً كلمة مكتوبة اعدّت للمناسبة، ثم وافقه غابي ليّون على كلّ شيء ولم يبقَ لوزير الثقافة الذي يتهيّأ لمغادرة الحكومة، سوى أن يقدّم طلب انتسابه إلى الحزب الشيوعي.

www.baalbeck.org.lb

يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر | PierreABISAAB@