«لا أريد الديموقراطية الأميركية في لبنان. لا أريد لبلدي أن يصبح مثل العراق وأفغانستان ومصر. لا أريد معرفة الصح والخطأ وفق مفهوم الأمم المتحدة». هذه جملة وردت في رسالة بعثها الشاب اللبناني علي صالح (26 عاماً) أوّل من أمس إلى الإعلامي الكوميدي الأميركي جون ستيوارت (1962)، في ما يشبه حملة مصغرة لحثه على الحديث عن لبنان «الحقيقي».
الرسالة نشرت على مدوّنة 'cottonmouth لمروان أبو شام (تأسست في شباط/فبراير الماضي)، وكتبت بالإنكليزية، كما حملت عنوان: «رسالة من لبناني إلى The Daily Show مع جون ستيوارت». الفكرة خطرت في بال صالح قبل فترة وجيزة، حين بدأ ستيوارت يتحدث عن الإعلامي المصري باسم يوسف (الأخبار 3/3/2013) وقضايا المحروسة، فسأل نفسه: «ليش ما منعمل شي قريب؟». يقول صالح لـ«الأخبار» إنّه يحلم ببرنامج شبيه بـThe Daily Show أو «البرنامج» يخاطب الواقع اللبناني بطريقة صحيحة، بعيداً عن «السخافات التي تملأ الشاشات المحلية». يرى صالح أنّه صحيح أنّ برنامج «شي. أن. أن» مختلف إلى حد كبير، غير أنّ الإعلام اللبناني يحتاج إلى ما هو «أكبر وقعاً، وأكثر تأثيراً، وربّما إمكانات مادية أضخم». أهمية البرنامج الأميركي وشعبيّته الكبيرة في العالم العربي دفعت صالح إلى الإقدام على هذه الخطوة: «تخصيص خمس دقائق للبنان كاف جداً كمرحلة أولى». لكن ماذا يريد صالح من ستيوارت أن يقول؟ يتطرّق نص الرسالة الإلكترونية المطوّلة إلى واقع الشباب اللبناني في بلد أضنته الانقسامات السياسية والطائفية وحرب الزعامات، وتحوّل اليوم إلى «لعبة في يد أمم أقوى منه، تجرّده من حياته ومستقبله». وتتناول الرسالة أيضاً الدور العربي في الحياة السياسية اللبنانية: «أرفض أن تشارك الدول العربية في اختيار رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين». وتتهم الرسالة أيضاً الملوك العرب وجهات غربية بـ«زيادة التفرقة» بين أبناء الوطن الواحد، وتعزيز مواقع «لصوص الحرب ومجرميها»، فيما أصبح الوطن العربي يختصر بأخبار الانفجارات والإرهاب وصور الملتحين والمتشددين... ويختم صالح رسالته إلى ستيوارت بالقول: «توّجهت إليك شخصياً لأنّك تنظر إلى السياسة بمنطق وطريقة يفتقدهما الكثير من اللبنانيين». أخيراً، دعا صالح كل مؤمن بمضمون هذه الرسالة إلى مشاركتها على صفحته الشخصية على فايسبوك وتخصيص صفحتي ستيوارت وبرنامجه الرسميتين بـ Tag.