تستعد بريطانيا لتسليم لوحة شهيرة لبابلو بيكاسو (1881 ــ 1973) إلى قطر، بعدما فشلت محاولات إيجاد جهات أو أفراد من المملكة المتحدة مستعدين لتمويل شرائها مجدداً. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» أنّ لوحة «الطفل والحمامة» التي احتفظت بها بريطانيا منذ عام 1924 بيعت مقابل حوالى مئة مليون دولار أميركي، علماً أنّ الحكومة كانت قد منعت شحنها مؤقتاً علّها تجد لها «زبوناً» بريطانياً. لكنّ مدة الحظر انتهت في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي من دون أن تنجح السلطات الرسمية في مسعاها. ووصف عضو لجنة المراجعة التابعة لـ«مجلس الفنون» في لندن لورد إنغلوود فقدان بريطانيا لهذه اللوحة بأنه «عار كبير»، مضيفاً أنّ «الطفل والحمامة» ذات «تاريخ طويل بين الأعمال الفنية في البلاد»، ومشيراً إلى أنّها «واحدة من الأعمال التي رسمها بيكاسو في بداياته وتمثّل نقلة توعية في حياته المهنية، لأنّه انتقل بعدها إلى المرحلة الزرقاء من حياته المهنية». ابتعد بيكاسو في هذه الفترة من حياته الفنية عن الأنماط الانطباعية، وغلب على لوحاته اللونان الأزرق والأزرق المائل إلى الأخضر.
وتابع إنغلوود قائلاً إنّه «عار كبير ألا تتمكن المؤسسات البريطانية من توفير التمويل اللازم للاحتفاظ بهذه القطعة الفنية البديعة في بلادنا. لذلك كان إجراء حظر التصدير مهماً لحماية التراث الثقافي الوطني». وأردف إنغلوود أنّ «في حالة هذه اللوحة، من الواضح أن المال هو المشكلة. ورغم اتخاذ العديد من الخطوات لزيادة العمل الخيري في البلاد، إلا أنه من الواضح أن تلك الإجراءات ليست كافية». وحول هوّية مالك اللوحة الجديد، ذكرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أنّ أحد جامعي اللوحات القطريين اشترى اللوحة، فيما لفتت إلى أنّ الإمارة العربية تعدّ «لاعبا رئيسياً اليوم في عالم الفنون». من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«صندوق الفنون الجميلة» فيليب هوفمان لصحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية إنّ قطر «واحدة من أكبر ثلاثة مشترين للوحات الثمينة في العالم»، موضحاً أنّها تسعى إلى «أن تكون مركزاً لسوق الفنون في الشرق الأوسط. إنهم يعكفون على بناء متحف مذهل يضم مجموعة من اللوحات التي لا تقدر بثمن».
(الأخبار)