بعد طول «انتباه»، خرجت الأغنية التي لطالما انتظرها جمهور باسم يوسف إلى العلن. لم يأت العمل الذي أطلق أمس مجرّد استجابة لطلب القيّمين على صفحة Bassem army (جيش باسم) الفايسبوكية، بل إيماناً من الفنان المصري محمد تميم (22 عاماً) بحرّية التعبير. ولدت الصفحة من رحم البلاغ الذي تقدّمت به النيابة العامة المصرية ضد يوسف أخيراً بتهمة «إهانة الرئيس وازدراء الأديان» (الأخبار 2/4/2013)، وانضم إليها عدد كبير من المدافعين عن الظاهرة الإعلامية التي لا تكف عن إدهاشنا كل يوم جمعة. تتوجه أغنية الراب الجديدة إلى «كُل واحد كان مفكّر إنّه برّا الاشتباه وقال كلام في أي حتة، كلمة من أي اتجاه»، طالبةً من الجرّاح المصري أن «يحارب بالحقايق»، ومؤكدةً له أنّه «إحنا لأجل الحق جيش. جيش صحيح من غير سلاح، بس هيجيب إللي ضاع». الأغنية الجديدة التي يقدّمها محمد تميم، كتب كلماتها نبيل عبد الحميد وتولّى إسلام غلاب هندسة الصوت، فيما أخرجت ياسمين قدري الكليب الخاص بها. استغرق إنجازها أسبوعاً كاملاً، إلّا أن إطلاقها تأخر قليلاً «لأننا أردنا أن نضم إلى الكليب مشاهد لباسم يوسف وهو في طريقه إلى التحقيق»، وفق ما أكد تميم لـ«الأخبار».

يستغرب الشاب المصري الذي ينهي دراسته في النظم والمعلومات هجوم النظام الحالي و«الإخوان المسلمين» على مقدّم برنامج «البرنامج» («سي بي سي» ــ 22:30)، موضحاً أنّه يعلم أنّ «انتباه» ستعرضه للكثير من الانتقادات. ويشدد تميم على ترحيبه بأي «نقد فني»، قبل أن يستدرك قائلاً: «أنا عارف إنّهم هيشتموني، وهيقولوا إنّي بدافع عن باسم»، لافتاً إلى أنّ من يقول ذلك «ده مش فاهم الدنيا ماشية إزّاي». يعتبر تميم أنّ باسم يوسف «نموذج لحرية الرأي، ويمثّل جزءاً كبيراً من حرّية الإعلام في مصر، ويضع إصبعه على المشاكل الحقيقية من خلال الكوميديا وبعيداً عن الشتائم»، مشيراً إلى أنّه «لو أوقف «البرنامج»، أو تعرّض مقدّمه لأي أذى، فهذا يعني أننا سنعود سنوات إلى الوراء».
بالنسبة إلى تميم وغيره من الشباب المصري، المعادلة بسيطة: «باسم موجود في كل مكان»، كما أنّ الشعب المصري «مش عبيط» ويعلم أنّ «اللي بيقولوا باسم صح، علشان كدا إحنا معاه».
صحيح أنّ اسم محمد تميم تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة، لكن الشاب لم ينزل إلى الساحة حديثاً. بدأ مسيرته الفنية عام 2009 وأنجز عام 2010 أغنية «قولي مات» التي أعاد تسجيلها العام الماضي. ومن بين أبرز أعمال تميم التي سبقت ثورة «25 يناير» أغنية «الدين لله» (بالاشتراك مع الفنان أحمد باريتون)، ومن ثمّ تلتها أولى أغنياته المصورة «بستهبل» (كلمات محمد السيد ومحمد تميم، وهندسة صوت إسلام غلاب، وتصوير مينا ماجد) التي جاءت «إهداءً إلى كلّ أهالي الشهداء والضحايا». وفي انتظار أن تبصر أغنيته «مسرح عرايس مصر» النور قريباً، يشدد تميم على بقائه في صفوف الثورة التي وقف إلى جانبها منذ اليوم الأوّل من دون أن يغني لها لأنّه لا يحب «أغاني المناسبات».