ضوضاءُ الموتى

  • 0
  • ض
  • ض

إذْ لا أحدَ يتذكّر «حياءَ القلب»، ولا أحدَ يُقدِّر فضيلةَ الصمت: كلامٌ «يجرُّ» الكلام. كلامٌ يذوبُ ويتفتّتُ في زوبعةِ كلام. كلامٌ يهترئ في مقبرةِ كلام. كلامٌ... سفيرُ ظلمات. ...ونُصرُّ على القول: «نحن نتحاور». .. أبداً! نحن لا نتحاور. نحن «نُطْلِقُ» الكلام. أبداً! نحن لا نتحاور. نحنُ، فقط، نتبادلُ «إطلاقَ» الكلام الذي نعزّي به أنفسنا، أو نُمزّقُ به أنفُسَ الآخرين: نقول ما نحبّ أن نَسمَع أو نُسمِع. وفي دفاعنا عن الحياةِ وخوفِنا عليها، لا نقولُ إلّا «موتاً». أطنانٌ من الضوضاء. أطنانٌ من نفاياتِ الأدمغةِ والعقائد. أطنانٌ من الافتراضاتِ، والنظريات، والرجاءات: في الصحف، وعلى الشاشات، وفوق المنابرِ، وتحتَ الألسنة. أطنانٌ: كلامُ خائفين على حياتهم، ويائسين من إمكانية استعادتها. كلامٌ: ضوضاءُ موتى. 21/2/2015

0 تعليق

التعليقات