القاهرة | عندما عادت أميرة خضر إلى القاهرة بعد سنوات أمضتها في الولايات المتحدة الأميركية، قررت مع زوجها وائل حسن الدفع بابنتهما مريم (10 سنوات) إلى مدرسة ذات طابع إسلامي ليحافظا على مبادئ الدين واللغة العربية التي حرصا على تعليمها لمريم المولودة في بلاد العم سام. بالفعل، التحقت مريم بمدرسة «الهدى» للغات في مدينة «السادس من أكتوبر» التي تهتم بحضور جماعي للطلاب صلاة الظهر.لكن ما جرى لمريم وثلاث من زميلاتها قبل أيام كان مختلفاً. التلميذات الأربع انشغلن في حصّة الرسم وتأخرن عن موعد الصلاة. نهرتهنّ المشرفة في البداية، لكنها لم تكتف بذلك بل أجبرتهنّ على الوضوء في حمام الأولاد وأمرتهنّ بالصلاة على البلاط. لم يصدقن في البداية وفرشن السجاجيد على الأرض، لكن المشرفة صمّمت على تنفيذ العقوبة وسحبت من تحت وجوههن السجادة. الاختلاف كان بطل قصة أخرى حدثت قبل يومين في الإسكندرية وكانت ضحيتها هبة محمد الطالبة في مدرسة ابتدائية. رفضت مديرة المدرسة التقاط صورة تذكارية للطالبة لأنها غير محجبة.
وأكد محمد جاد والد هبة في حديث إلى «الأخبار» أنّ تصرفات المديرة تتسق مع ضغوط سابقة كانت قد مارستها على الأب، وخصوصاً أنّها تعلم أن هبة تنحدر من أسرة لا تؤيد محمد مرسي، ما قد يفسر تصرفها الأخير. فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في حماية الأطفال من الابتزاز الديني؟ السؤال تبدو إجابته صعبة كون وزارة التعليم يتولاها حالياً إبراهيم غنيم المحسوب على الإخوان المسلمين.
وهو ما يفسر رواية ثالثة حصلت عليها «الأخبار» من أحمد عبد الرحمن الذي تدرس ابنته في مدرسة ابتدائية في شبرا الخيمة، حيث فوجئ التلاميذ بوفد من حزب «الحرية والعدالة» يزور المدرسة ويتعهد لهم «بعدم عودة النظم الديكتاتورية التي بدأها عبد الناصر، ثم السادات ومبارك، وأنّ عصر الحرية سيكون عصر مرسي»، وينصحهم «بعدم الاهتمام بحقوق الشهداء لأن حقهم في الجنة».