دمشق | فيما يستعد العالم لإحياء عيد الحب، يتساءل السوريون عن مكان يبيتون فيه هرباً من القصف والدمار. تقضي النساء لياليهن حزينات؛ منهن من تنتظر حبيباً لتمضي معه ليلة حب واحدة في بلاد نذرت كل لياليها للموت! باب توما على موعد مع اللون الأحمر على رغم أن أحمر الحبّ يختلف عن أحمر القتل. تحاول المنطقة استعادة مركزيتها في حياة عشّاق البلاد، فتستعرض واجهات المحال أنواعاً مختلفة من الدمى والورود والملابس الداخلية المثيرة وغيرها من هدايا الفالنتاين. يشكّك التجار في قدرة هذه «المناسبة الدخيلة» على إعادة الحركة إلى الأسواق في ظل ضعف القدرة الشرائية وتدهور الأحوال المعيشية.
وعلى الرغم من انعدام الحياة في شوارع العاصمة مع حلول ساعات المساء الأولى بسبب أصوات أزيز الرصاص والاشتباكات والانفجارات غير المتوقعة، يبقى لبعض العشّاق طقوسهم في إحياء ليلة الحب. ما زال عدد من الشبان السوريين في العاصمة يخططون للاحتفال بالليلة المنتظرة. يصرّ عدد كبير من هؤلاء على ارتياد مطاعم دمشق القديمة، لأنّه برأيهم «على هذه الأرض ما يستحق الحياة». بعض من خسروا منازلهم ومناطقهم سيستعيضون عن معاناتهم اليومية بدعوة أحبائهم إلى حفلة يسودها الفرح إكراماً لروح من رحلوا افتداء لمعنى الحياة الحقيقي. يقول أحمد إنّ خسارته لمنزله في حيّ التضامن لا تعادل لحظة حُب يعيشها محتفلاً بالحياة مع من يحب. يفتش الشاب عن هدية لحبيبته في أحد أسواق المدينة، معتبراً أنه ما كان ليحتفل في هذا اليوم لو أن البلاد في حالة سلام، إنما الحرب جعلته أشد إحساساً بقيمة الحُب والعشّاق.
يبحث أحمر الحب عن مكان له في قلوب السوريين، فيما تغص ساحات الوطن بأحمر الدماء المسفوكة بين الإخوة. عيد الحب بات رفاهية بالنسبة إلى العشاق في سوريا من كلا الطرفين، لا يمتلكون إلا الحلم بها!