القاهرة | «لما انتو مش قدّها بتعملوها ليه؟». سؤال وجّهه ناشطون ورسّامو كاريكاتور إلى إدارة مؤسسة «المصري اليوم» في تعليق على قرار رئيس مجلس إدارتها عبد المنعم سعيد بسحب أعداد مجلة «السياسي» الأسبوعية الصادرة عن المؤسسة نفسها. القرار قضى أيضاً بإزالة صورة الغلاف من صفحة المجلة الرسمية على فايسبوك بعد موجة الانتقادات الرسمية التي طاولت المؤسسة من جهات دينية وسياسية. الاعتراضات على صورة الغلاف جاءت من الأزهر والكنيسة، ومن بعض رجال السياسة، وفق ما أكد صاحب الرسم الفنان الشاب أحمد نادي على حسابه الخاص على تويتر. صوّر نادي في رسمه جميع المشاركين في «مبادرة نبذ العنف» في مصر عراة على غلاف المجلة، فيما وقف الرئيس محمد مرسي إلى جانب ممثل وزارة الداخلية في الخلف، قائلاً: «خد راحتك... شيلنالك الغطاء السياسي عن الشعب ودمه حلال». وكان البعض قد رأى أنّ هذه المبادرة أسهمت في زيادة عنف السلطة تجاه المتظاهرين، لكونها لم تلزم النظام بالتوقف عن العنف، فضلاً عن أنّها وُقِّعت قبل يوم واحد من حادث سحل المواطن المصري حمادة صابر (الأخبار 4/2/2013).

وفيما اعتذرت مجلة «السياسي» رسمياً لكل الذين شملهم الغلاف عبر صفحتها الفايسبوكية، نافيةً الأخبار التي ترددت عن إغلاقها، دشّن أحمد نادي مشروع مجلة جديدة تحمل اسم «مولتوف»، ستكون بمثابة «أوّل مجلة كاريكاتور ثورية مستقلة» على حد قوله.
يذكر أن «مبادرة نبذ العنف» ظهرت إلى العلن أخيراً وسط سيل المبادرات التي شهدتها بلاد النيل خلال الأسابيع الماضي؛ إذ نجحت مشيخة الأزهر في جمع الخصوم السياسيين تحت سقف واحد لبحث حل الأزمة السياسية التي ترجمت أعمال عنف في الشارع. وشاركت في إعدادها مجموعة من الشباب الفاعلين في «ثورة 25 يناير»، ووقّعتها معظم القوى السياسية وعدد من رموز المعارضة وقادة «جبهة الإنقاذ الوطني».