يوم حمل الألماني لودفيج بوركهارت (1863 ـــ 1938) الخبير في الآثار المصرية التمثال النصفي للملكة الفرعونية نفرتيتي (الصورة) عام 1912، عرف قيمته فوراً وأعرب عن سعادته حين كتب في مذكّراته: «إنّه عمل رائع حقاً». وعلى الرغم من بقاء التحفة بين الأيادي الألمانية منذ ذلك الحين، إلا أنها كانت أيضاً محط نزاعات ما زالت قائمة حتى اليوم تجسدت في طلب مصر رسمياً استعادة التمثال، متّهمة ألمانيا بـ«التدليس» (الأخبار 20/5/2010).في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، افتتح في متحف Neues (وسط برلين) معرض يتناول فترة حكم الفرعون أخناتون ويحمل عنوان «في ضوء العمارنة» في مناسبة مرور 100 عام على اكتشاف تمثال نفرتيتي.
وفي إطار إصرار الجانب الألماني على أحقيته في امتلاك التمثال النصفي، أكد وزير الثقافة بيرند نيومان قبيل الافتتاح أنه يعود لـ«مؤسسة التراث الثقافي البروسي» التي تدير الكثير من المؤسسات الثقافية الألمانية.
يتألف النشاط الجديد من قطع عثر عليها بوركهارت مع فريقه في الفترة نفسها، وتثبت الحرفية والجودة العاليتين اللتين تمتعت بهما الموجودات التي تحوي على مجوهرات ومزهريات سيراميك وغيرهما، وبعضها يعرض للمرة الأولى. ومن بين المعروضات نجد مذكرات واسكتشات تؤرخ أعمال الحفر، وخرائط مرسومة باليد.
وبالتزامن مع المعرض الذي يستمر حتى 13 نيسان (أبريل) المقبل، يبدو أن الحفريات التي أجريت قبل عشرات السنين في منطقة العمارنة (محافظة المنيا، شمال صعيد مصر)، قادت العلماء نحو استنتاجات جديدة، وفق ما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أول من أمس. لفتت الصحيفة إلى أن علماء الآثاء الألمان يعتقدون أنهم توصلوا إلى أدلة تثبت أنّ نفرتيتي كانت لا تزال على العرش بعد مرور 16 عاماً على وجود زوجها في الحكم في حين كان يعتقد أنها اختفت أو ماتت بعد 12 عاماً فقط. واستند العلماء في تحليلهم إلى تفاصيل التمثال التصفي المصنوع من الكلس أبرزها خطوط صغيرة تحيط بعيني «الزوجة الملكية العظيمة» اعتبرت إشارة إلى «النضوج والتقدم في العمر».
(الأخبار)