عندما تصل الأزمة السورية إلى خواتيمها، سيدوّن المؤرخون واحداً من أسوأ الفصول التي عاشها البلد وسيشهد الأطفال على ما عانوه من فقر وحرمان وبرد وتشرد من دون أن ينسوا الأيادي التي امتدت لهم، ولحظات الحنان النادرة التي عاشوها أثناء نزوحهم. هذه اللحظات هي هدف الحملة التي أطلقتها جمعية «قل لا للعنف» تحت عنوان «أطفالنا اتحدوا لنبذ العنف»، في سعي حثيث لإيجاد حياة كريمة للأطفال النازحين في لبنان.
هكذا، انطلقت الجمعية التي يتطوع فيها مجموعة من الشباب اللبنانيين من مبادئ حقوق الطفل، والعمل على ترسيخ حياة سعيدة وكريمة لهم بعيداً عما يغزو أيامهم من مشاكل وحروب تسرق منهم ضحكتهم. يتركز نشاط الجمعية على التفريغ النفسي للأطفال وإيجاد السبل التي تنسيهم بؤس حياتهم وترفع معنوياتهم. وتأمل الجمعية أن تسهم في تخليص الأطفال من تبعات القلق والخوف. كذلك، يحاول المشروع دمج الأطفال النازحين مع أطفال لبنانيين للتعرف إلى مجتمعهم، كما يؤمن لهم فرصة لممارسة هواياتهم، بما فيها الرسم التعبيري، لمساعدتهم على «تفريغ ما يجول في خاطرهم بطريقة خلاقة».
«الهدف هو العمل مع جميع الأطفال اللبنانيين وكل المقيمين على الأراضي اللبنانية لإنهاء العنف المعنوي وترسيخ مفهوم محاربة كل مظاهر العنف المجتمعي»، تقول عبير غانم منسقة المشروع لـ«الأخبار». وفيما أسفت لاستشراء هذه الآفة الخطرة، وانتشارها في المناطق اللبنانية كافة، أضافت: «نعمل بطريقة تلغي الفوارق بين الأديان أو الجنسيات»، مشيرةً إلى أنه «منذ أسبوع، عملنا مع أطفال «جمعية قرى الأطفال» في صفاري (قضاء جزين)، وبدأنا حالياً ورشة مع أطفال مقيمين في الشمال وتحديداً طرابلس بالتعاون مع عدد من جمعيات المجتمع المدني». من جانب آخر، أعلنت ميرنا قرعوني الناشطة في الجمعية عن البدء بتوزيع الحاجيات اليومية على الأطفال النازحين، مطالبة بـ«عدم استغلال النازحين وظروفهم الصعبة». ويبقى الأمل بأن تنجح الجهود لتوحيد الأطفال بعيداً عن نزاعات هذا البلد الصغير!