بعد 14 عاماً على تنظيمه في ولاية أوهايو وتحديداً في مدينة سنسناتي الأميركية، يدخل مهرجان SOS Art أو «خلّصوا أرواحنا» ــ كما يسميه منظّمه الفنان سعد غصن ـــ إلى لبنان للمرة الأولى. بدءاً من غداً الجمعة، سيحتفي «قصر الأونيسكو» على مدى ستة أيام بمهرجان فني جماعي يرفع شعار «السلام والعدالة» على أبواب الذكرى الحادية والأربعين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. كانت اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وما تبعها من احتلال العراق، السبب الذي دفع غصن رفاقه المقيمين في أميركا إلى التعبير من داخل هذه البيئة عن آرائهم تجاه موضوعي السلام والعدالة. في اتصال مع «الأخبار»، يقول غصن إنّه قرر نقل هذا الحدث الى لبنان، بهدف تشجيع توظيف كل أنواع الفنون في خدمة هاتين الثيمتين، وتأسيس نقاش وحوار بين الزوّار وذواتهم.
مجموعة فنانين التقوا في هذه الاحتفالية، آتين من مشارب واختصاصات متشعبة. سيشكّل الفن التشكيلي ركيزة المهرجان، مرفقاً بعدد من الأنشطة كأعمال فيديو وتجهيز. الجزء الآخر سيخصص للفن التعبيري من مسرح، ورقص، وغناء وشعر. كل هذه الخلطة ستحضر في «الأونيسكو»، لتقدم مروحة متنوعة ذات أبعاد سياسية واجتماعية وفنية واضحة. يدّشن الحدث أمام العموم يوم 20 الحالي، (س: 11:00) بقصائد حول السلام والعدالة بمشاركة مجموعة من الشعراء من ضمنهم: شوقي بزيع، اسكندر حبش، الزميلة ريتا باسيل، عصام عساف، وفوزي يمين... يلي ذلك عرض لفيلم «أحلام معلقة» (س:12:30) للمخرجين جان شمعون ومي المصري، الذي يضيء على الحرب الأهلية اللبنانية، بحضور رئيسة «لجنة أهالي المخطوفين» وداد حلواني والمصري بتنظيم «نادي لكل الناس». وسيتخلل هذا النهار أيضاً، عرض «شوارع» لفرقة «سيركان سييل» (16:00)، وسرد لحكايات «قول يا جدي» لخالد النعناع (16:45)، وحفلة رقص كلاسيكي ومعاصر (17:00-إخراج مي شلحط). على أن تُخصص للمسرح الارتجالي مساحة (17:45) من تنظيم «محاربون من أجل السلام» وإدارة جمعية «لبن»، مع إعادة لتمثيل مشاهد الحرب الأهلية كما عاشها أشخاص من الحضور.
نهار الخميس المقبل (25 شباط/ فبراير)، سيكون محطة جديدة يطلقها هذا المهرجان مع عرض فيديو مسرحية «شبيك لبيك» (18:00) للمخرجة اللبنانية زينة دكّاش التي تسلّط الضوء على قضية العاملات الأجنبيات. وسيلي العرض حوار مع المخرجة والممثلات المشاركات في هذا العمل.
يرى غصن أنّ هذه الرزنامة الفنية الحاشدة والمتنوعة، بنسختها اللبنانية، ستؤثر على الجمهور، بخاصة مع استخدام الفنانين المشاركين لأدوات خاصة بهم بغية إيصال الرسالة المتوخاة. والأهم من هذا التأثير، إذ يعوّل غصن على الروح الجماعية بين الفنانين أنفسهم، من حيث التعاون والتنسيق، والإضاءة على مواضيع شتى تندرج ضمن المحور الأساسي مثل قضية العنف الأسري، واللاجئين، والحياة المادية التي تحاصرنا أكثر من أي وقت مضى.

مهرجان «SOS Art» بنسخته اللبنانية بدءاً من غداً الجمعة حتى 25 شباط (فبراير) ـــ قصر «الأونيسكو» ــ للاستعلام: 01/895414