يبدو أن البرامج الجديدة التي انطلقت أخيراً على الشاشات اللبنانية، لن يُكتب لها العمر المديد: إما ستتوقف فجأة أو سيُعاد النظر في مضمون فقراتها. فقد اتخذت قناتا lbci و«الجديد» قرارين مهمّين: الأوّل يقضي بإيقاف برنامج «حلوة منك» الذي تقدمه أرزة الشدياق على قناة «الجديد» (كل جمعة 21:40)، والثاني تجميد برنامج The show الذي يقدمه رودولف هلال على lbci (كل جمعة 21:30). مصير واحد لعملين انطلقا أخيراً، فبرنامج «حلوة منك» لم يكمل شهره الأول، بينما الثاني لن تعرض حلقته الثالثة.
ويبدو أنّ «حلوة منك» سيتوقّف قريباً لأسباب عدّة. العمل التلفزيوني الذي يعدّ نسخة متطوّرة من برنامج النكات «لول» الذي قدمته أرزة سابقاً إلى جانب هشام حداد على قناة otv، لم يلقَ إعجاب القائمين على «الجديد» ولم يكن على قدر التوقعات. هكذا، ارتأت القناة اللبنانية إيقاف البرنامج، لتبثّ مكانه عرض البرنامج الاستقصائي الذي ستقدّمه سمر أبو خليل ورياض قبيسي (الأخبار 16/2/2016 ــ ينطلق مبدئياً في 26 الحالي). لم تكن «الجديد» راضية عن «حلوة منك»، خصوصاً بعدما أعطت أذنها للتعليقات السلبية التي واكبت البرنامج منذ انطلاقته، لكن القناة صبرت قليلاً على العمل، على أمل إجراء تحسينات عليه، قبل أن يأتي قرارها حاسماً، أي وقفه لينطلق مكانه برنامج آخر أكثر جديّة يتناول قضايا الفساد المالي في سويسرا وعلاقته ببعض الشخصيات اللبنانية. من جهة أخرى، تعيش lbci المعضلة نفسها، ولكن لأسباب أخرى. قرّرت المحطة تأجيل عرض برنامج The show لرودولف هلال بعدما بثّت منه حلقتين فقط (انطلق عرضه في 5 شباط الحالي). لم يكن قرار lbci سهلاً، لكنه كان جريئاً وفي مكانه. فقد تلقّى العاملون في القناة تحذيراً جديّاً من القائمين على البرنامج الأميركي الشهير The Ellen DeGeneres Show الذي ما زال يعرض حتى اليوم في موسمه الخامس على شبكة NBC. ذلك التحذير سببه الفقرات التي استنسخها The show عن العمل الاميركي المعروف من دون أيّ إضافات أو حتى تعديلات، ومن دون إذن الشركة التي ابتكرت مضمون العمل التلفزيوني. على أثر ذلك التحذير، قررت lbci تأجيل The show نحو أسبوعين كاملين، طالبة من معدّيه ومقدّمه التفكير في حلّة جديدة للبرنامج يعود فيه إلى المشاهدين أوائل شهر آذار (مارس) المقبل. صياغة ستواكب العصر، وإلا سيُمحى العمل من برمجة القناة لأنها تعرّضت لما يشبه «الخديعة من قبل رودلوف» بعدما أقنع lbci بأنه يملك فكرة عمل جديد. باختصار، بدأت نفضة البرامج التي تغزو الشاشات، فهل يمكن اعتبار خطوتي lbci و«الجديد» بمثابة التحذير وبأنّ الحبل على الجرار، وقد يطال برامج جديدة أخرى تعرضت لانتقادات منذ انطلاقها؟