في 31 من الشهر الحالي، سيقدم عشرون طالباً من مدارس منطقة الهري وكفرحزير وكفريا عرضاً مسرحياً وأربعة أفلام قصيرة، من تأليفهم وتصويرهم وتمثيلهم في «مدرسة الهري الرسمية» (شمال لبنان). هذه الخطوة هي ثمرة عام كامل من ورش العمل التفاعلية والعلاجية، التي خضع لها الطلاب حول كيفية صناعة الأفلام والأعمال المسرحية بهدف توسيع آفاقهم.

خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، في فضاء «دواوين» في بيروت، شرح نسيب نعيمة، مدير «حملة ملوّن» للتوعية الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية، لطلاب المدارس مشروع theatfilm Workshop الذي استهدف حوالى 70 تلميذاً بين عمر 12و17 عاماً. وبعد لقاءات عديدة مع هؤلاء الطلاب، انحسر عددهم ليصل الى 20. يقول نعيمة إن المشروع «نافذة لكل تلاميذ المناطق النائية عن بيروت، ممن يبحثون عن فضاء يعبرون فيه عن أنفسهم. من هذا المنطلق، اتّبعت تقنيات من العلاج بالمسرح والسينما، بهدف التعبير عن الذات بوسيلة فنية. هكذا، أنتج الطلاب مسرحية وأفلاماً قصيرة، بعدما تعلّموا طوال عام التقنيات الأولية للتصوير والمونتاج وكتابة السكريبت، اضافة الى تقنيات التمثيل والإخراج المسرحية. وما سينتج عن هؤلاء التلامذة هو محصلة لنقاشات وأفكار جرى استنباطها من الواقع المعيش، والمشاكل والهموم والمخاوف والطموحات والأحلام التي يحملونها، وترجموها في أفلام قصيرة ومسرحية. ما حصل يشبه العلاج الجماعي، حيث تحدث التلامذة عن مكنوناتهم وعبرّوا عن أفكارهم وهواجسهم وأحلامهم. العرض المسرحي يحمل عنوان «قصص أسامينا»، حيث كل طالب يحكي قصة شخص آخر. أما الأفلام الأربعة، فستعبر عن الأفكار التي تطورت وتبلورت عن الذات والآخر عند الطلاب».
يجب ألّا يمثل البعد الجغرافي عن المدينة ومراكز الثقافة والفنون والحال الاقتصادية السيئة أي عائق أمام تحقيق الأحلام والتعبير عن الذات. هذا ما حاولت «حملة ملوّن» إيصاله إلى التلامذة الذين عرفتهم على عالم الفن والأدب والمسرح والثقافة والسينما، بعيداً عن العروض التجارية. وهنا يتوسّع أفق الطلاب مستقبلاً، فإما أن يختار ترك «الضيعة» ودخول هذا العالم الجديد الواسع الأفق، أو أن يختار نقل هذا الأفق الواسع الى المنطقة. في كلتا الحالتين، تكون الحملة قد نجحت في التأثير على التلامذة وتغيير نظرتهم الى الأمور وتعزيز المجتمعات المحلية. «شعرنا بأنّ شيئاً داخلنا تغير بدءاً من نظرتنا إلى الحياة»، تقول آلاء إحدى الطالبات التي تعدّ مشهد داخل المسرحية عن فتاة هربت من حرب سوريا، تروي لنا تأثير الحرب عليها وما عايشته. وقد اكتسبت ألاء الخبرة في التعاطي مع هذه الحالة عبر ورش العمل.
تحاول «حملة ملوّن» أن تكون «فضاء لكل تلميذ وشاب في المناطق كي يعبر عن ذاته ويوسع أفقه بالمسرح والسينما والفنون الأخرى.