لا تتوقف موجة الحنين إلى سوريا أيام زمان. لكن هناك من يعرف كيف يترجم هذا الحنين إلى نشاط فني محترف يبعث على الأمل. آخر هذه المشاريع هو أغنية «النهر القديم» التي تؤديها نانسي مقديس. الأغنية من كتابة وألحان شار عبد الله، وتوزيع رافي فقس، فيما تولى مهمة هندسة الصوت إلياس ملكي، وسُجّلت في Acoustic Studio، أما الفيديو المخصص لها فكان من توقيع كاترين ورد.
تقف الأغنية على أطلال «مدينة أبي فراس الحمداني»، منطلقة من حميمية الجلسات التي كانت تجمع شبابها في مقهى «النهر القديم»، الذي اختارت من اسمه عنواناً لها. هنا، تصف تفاصيل المكان، مثل إشارة المرور التي لا تزال معتصمة في مكانها تشهد على صمود الناس، رغم سفر جزء منهم وبقاء قصصهم في فناجين قهوتهم، بينما اعتكف جزء آخر في المدينة واستمر بارتياد المقهى نفسه. هؤلاء، يحدقون في الطرقات محاولين تلقف أحوال البلاد التي أنهكتها الحرب، من دون أن يتوقفوا عن تعليق آمالهم على المستقبل.
لا تقف الأغنية عند هذا الحد، بل تتعدى هذه النوستالجيا إلى سرد قصة «عليا» بائعة الورد التي ما زالت تحافظ على مكانها ومهنتها. ولهذا، فالأمل ما زال موجوداً ويعجز الانتظار عن النيل من الأصدقاء الذين يجلسون في المقهى.



ثم تُختتم الأغنية التي بثت عبر يوتيوب بمجموعة أحاسيس كتبت في نهاية الشريط، مفادها أنّ «حلب تبقى أجمل مدينة بعيون ساكنيها وتلك القهوة هي الأطيب مذاقاً»، قبل أن تؤكد أنّ كل ما ذُكر في هذا المشروع الفني ما زال موجوداً في مكانه، وما زال سكان حلب ينتظرون!