يوم الجمعة الماضي، رحل عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الأميركي جو سامبل (75 عاماً ــ الصورة). غلبه المرض الخبيث الذي أصاب رئتيه. غياب أي شخصية موسيقية كبيرة هو خسارة. أما في هذا الزمن الذي لا يشهد إنتاجاً موسيقياً جديداً عظيماً، فالخسارة لن تعوَّض على الأرجح. الموسيقى هي أوكسيجين الحياة… وغياب سامبل هو نقصٌ في الهواء النظيف، وسيصيب بالتالي رئتَيْ الوجود بالخلل.
ولد جو سامبل عام 1939. تركت مشاريعه بصمة كبيرة في عالم «الموسيقى الأميركية السوداء» من الجاز والسول والفانك إلى الـR&B والبوب. قدم مساهمات مع عشرات الكبار، وحضن مواهب صاعدة بلغت لاحقاً النجومية العالمية. مشروعه الأشهر هو تأسيس فرقة The Crusaders الأسطورية مع شلة من رفاقه. معها أصدر تسجيلات عدة حوت عناوين صنعت المزاج الشعبي في أميركا وغيرها، مثل أغنيتي Street Life وSoul Shadows. علماً بأنّ الأخيرة استعادها بكلمات عربية وبما يليق بها توزيعاً، الفنان زياد الرحباني تحت عنوان «روح خبّر». ظلّ جو سامبل نشيطاً ومعطاءً في التأليف والعزف والحفلات الحية حول العالم. زارنا في «مهرجان الجاز في بيروت» عام 2010 واصطحب معه مغنيته المفضلة راندي كروفرد. كانت أمسية من العمر، انتهت بلقاء الزميلين سامبل والرحباني، اللذين طالما تواصلا من خلال «ظلال الروح» لتأدية تلك المهمة الشريفة: صناعة الموسيقى. اتفقا يومها على تعاون موسيقي قريب. حلمٌ لن يتحقق مع الأسف. فها قد بَلَغنا Last Call من جهة جو الجميل.