على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في المقابلات التي أجراها جوزيف عيساوي مع كريم مروّة، يُفصح الأخير عن الكثير من الأمور وبصراحة شديدة لم تردْ في كتاباته من قبل. ولا يزال مروّة في عقده العاشر يتمتّع بعقل متوقّد وسرعة بديهة. وهو أكثر صراحة في التسجيلات هذه من مقابلات سابقة له. وأحياناً يغيّر النغمة، بالنسبة إلى صراعات الحزب في تلك الفترة. هو مثلاً لم يكن يتحدّث سابقاً عن مسؤوليّة عرفات عن مقتل عشرات الشيوعيّين في طرابلس (ورمت جماعة سعيد شعبان جثثهم في البحر). هذه الحرب ضد الشيوعيّة مسكوت عنها لأنّها لا تخدم أجندة التصويب على الحزب. ويعترف مروّة مثلاً بأنّ الحزب الشيوعي في عام 1976 زار حافظ الأسد في دمشق وقال له أعضاء الوفد، حرفياً: «سيادة الرئيس بدنا إياكن تدخلوا على بيروت». وطلبوا منه أن يحرّرهم من «حركة أمل». وعندما ساءَله عيساوي عن الأمر وعن مسؤوليّة الحزب في دعوة الجيش السوري، شرح أنّها (أي القيادة الشيوعيّة) أرادت من الجيش أن يدخل ثم يخرج. وننسى اليوم بسبب البروباغندا ضد الحزب (والتي يشارك فيها الحزب الشيوعي اللبناني) أنّ الصراعات الكبرى التي وقعت في الثمانينيات بين الشيوعيين وخصومهم كانت بين الشيوعيين و«حركة أمل» وليس بين الحزب وبينهم. ويعترف مروّة أنّه كان على معرفة جيّدة بغازي كنعان لسنوات، ولكنّ كنعان اتصل به في عام 1987 وقال له «ولاه» وشتمه ببذاءة. وجوزيف عيساوي غير مطّلع على تاريخ الحزب الشيوعي قبل الحرب، إذ إنّه يظن أنّ الحزب كان يطالب بقلب النظام اللبناني وهذا غير صحيح. الحزب الشيوعي كان جزءاً من الحركة الوطنية التي لم تطالب بقلب النظام بل طالبت بإصلاحه وفق قواعد ليبراليّة غير اشتراكية أو جذرية. ويقول مروّة إنّ الشيوعيين (أي نسقه من الشيوعية) لا يختلفون بتاتاً مع القيم التي مثّلها التراث الرحباني والتغنّي بلبنان وكيانيّة لبنان وبطولات فخر الدين. بل قال إنّ الشيوعيين يعترفون بالجذور التاريخية للكيان اللبناني وصولاً إلى الفينيقيّين. ونفى أن يكون الحزب قد عارض الكيانيّة اللبنانيّة قبل الحرب.

0 تعليق

التعليقات