على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مات كمال شاتيلا. مات رمزٌ من رموز العمل القومي الناصري في بيروت. والذي لم يتابع انتخابات 1972، لا يدرك كم أنّ كمال شاتيلا تركَ بصمةً على الحياة السياسية في بيروت الغربية. برزَ كمال شاتيلا في العمل الطالبيّ في الجامعة اللبنانية وأسّس «اتحاد قوى الشعب العامل»، التنظيم الناصري (كان الظرفاء من غير المعجبين بالتنظيم يطلقون عليه اسم «أقشع» اختصاراً). لم يكن مسار كمال شاتيلا ثابتاً، إذ شابته تقلّبات في المواقف والتحالفات. كان رجل الشعارات وحملات العلاقات العامة والدعاية السياسية. يتقن جمع الحشد وتنظيم الناس وتعبئة أهالي بيروت الغربية في الزمن الناصري. التعاون بينه وبين نجاح وكيم في انتخابات 1972، هزَّ أركان زعامة صائب سلام. كان تنظيم كمال شاتيلا من تنظيمات القوى الوطنية والتقدّمية التي انضوت في الحركة الوطنية. كان قريباً جداً من النظام السوري. وعندما وقعت الواقعة بعد تدخل الجيش السوري لصالح القوى الانعزالية في عام 1976، انشقَّ شاتيلا عن القوى الوطنية، هو و«حركة أمل» ومنظمة «حزب البعث»، وساندوا النظام السوري. هذا أدّى إلى حرب شوارع وجيزة أدّت إلى تهجير تنظيم شاتيلا. وكان حافظ الأسد يعدّه لتسلّم رئاسة الوزراء في لبنان وأسند النظام السوري إليه قيادة ما سُمّيَ في حينه «الجبهة القومية»، التي كان مفروضاً منها أن ترث الحركة الوطنية. لكن بعد اغتيال كمال جنبلاط، تمّت المصالحة بين القوى الوطنية و«الجبهة القوميّة». لكنّ كمال شاتيلا بقي ناقداً للحركة الوطنية ونستطيع أن نقول إنّه مع صائب سلام نجح في تقويض مشروع الإدارة المدنية في منطقة بيروت الغربية (كان ذلك مشروعاً لاستبدال سلطة الدولة بسلطة الحركة الوطنية في بيروت الغربيّة). في أواخر السبعينيات، غضب النظام السوري من كمال شاتيلا وقيل يومها إنّ الغضب سببه تسريب محضر مؤتمر «حزب البعث» لسليم اللوزي. وعاش شاتيلا في باريس لسنوات، حيث كان قريباً من النظام السعودي. لكنّ شاتيلا عاد وأصلح علاقته مع النظام السوري وعاد إلى لبنان وأصبح جزءاً من قوى 8 آذار. لكنّ صوته خفت وتنظيمه ضعفَ أمام ظاهرة رفيق الحريري.

0 تعليق

التعليقات