على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عالمُنا ليس مُنصفاً، كما حياتنا. يُقتل غسان كنفاني في سن الستّ والثلاثين وهنري كيسنجر يُحتفل بعيد ميلاده المئة. الصحافة الغربيّة مليئة بمقالات الاستفظاع عن وحشية روسيا في أوكرانيا (وتنقل الصحافة العربيّة ذلك وصحافة النظام القطري تتصنّع الاستفظاع عن أوكرانيا أكثر من إعلام السعودية والإمارات، ومن المرجّح أنّها ساهمت سرّاً في تسليح أوكرانيا لتلميع الصفحة مع الضيف الأميركي العزيز في قطر). «مركز واتسون» في «جامعة براون» نشر تقريراً للتوّ عن ثمن ونتائج الحروب الأميركيّة غير المُنتهية ضد الإرهاب. هذه الحروب غطّت أفغانستان والعراق وباكستان وسوريا واليمن وليبيا والصومال منذ بدء حروب أميركا بعد 11 أيلول. قتلت أميركا في العراق في يوم ما يوازي كل عدد ضحايا 11 أيلول هنا. لكنّ جرائم أميركا بلا حساب. التقرير الخنوع يتنصّل من مسؤوليّة تحميل المسؤوليّة: أن هناك عوامل عديدة ساهمت في حجم القتل والخراب من حروب أميركا. الخبر المذهل في التقرير أنّ عدد ضحايا حروب أميركا (منذ 11 أيلول فقط، وفي منطقة الشرق الأوسط فقط) بلغ 4.5 ملايين ضحيّة. هذا رقم كان يجب أن يؤدّي إلى تحريك المحكمة الجنائيّة الدوليّة التي لا تتحرّك من دون إيعاز أميركي، والتي تعرّضت لتهديد مباشر من الإدارة الأميركيّة عندما فكّرت، مجرّد التفكير، بالنظر في التسبّب الأميركي بقتل المدنيّين في أفغانستان. يومها، وضعت الإدارة الأميركيّة المسؤولين عن المحكمة التهريجيّة العنصريّة على قائمة العقوبات. ويعاني 7.6 ملايين من الأطفال في هذه البلدان التي تنعّمت أميركا عليها بحروب تحريريّة من سوء تغذية حادّة. وهذا الرقم يبلغ 3 ملايين في أفغانستان وحدها (البلد الذي دامت فيه نعمة الاحتلال الأميركي المباشر فيه عشرين سنة). القتل الأميركي مستمرّ: كل أسبوع أو أكثر هناك إعلان من القيادة المركزيّة عن قتل «قيادي» في داعش (الجيش اللبناني أعلن قبل يوميْن اعتقال «قيادي» في القاعدة). كم من القياديّين هناك؟ لا ينضبون في حركة باتت شبه منقرضة؟ أميركا تحتاج إلى الحرب ضد الإرهاب بمجرّد أن انهار الاتحاد السوفياتي. هي تريد الإرهابيّين لتبرير الإنفاق والحروب.

0 تعليق

التعليقات