على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

استطلاعات الرأي لا تقيس الرأي العام فقط، بل تصنعه وتقولبه. ودخول الحكومة الأميركيّة، علناً وسرّاً، في لعبة استطلاعات الرأي في العالم العربي، هدفت إلى تغيير وجهات الرأي العام فيه، وخصوصاً نحو إسرائيل واحتلالاتها. نيتشه يقول: «الرأي العام هو كسل خاص»، لأنّ العامّة تتأثّر بآراء المجموع. قد لا يكون للفرد رأي في سياسة حكومته نحو بنغلادش، لكنه يتأثّر أو تتأثّر بنتيجة تُظهر أنّ هناك أكثريّة في وجهة ما. طبعاً، الناس في مواضيع لا تعلم عنها، تقلّد ما تسمع من الحكومة، وهذا يسري في الشرق والغرب. يسمعون آراء النخبة السياسية والإعلاميّة وينطقون بالمحاكاة. «مؤسّسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» (الذراع الفكري للوبي الصهيوني التي ألقى فيها وليد جنبلاط، الحريص على العروبة، خطباً افتتاحية زمن افتتانه بعقيدة بوش) متبرّمة من استطلاعات رأي (بعضها بتكليف منها) يظهر فيها معارضة عارمة للتطبيع في السعودية. واستطلاعات رأي «المركز العربي» هي الأكثر شموليّة والعيّنة فيها هي الأكبر، وفيها يظهر رفض شعبي عربي عارم ضد التطبيع بما فيه في السعودية. اليوم خرجت «مؤسّسة واشنطن» باستطلاع جديد من قبل «شركة تجاريّة كفوءة ومتمرّسة ومستقلّة بالكامل ومن دون أهواء سياسيّة ومرخّصة لإجراء استطلاعات رأي في معظم أنحاء العالم العربي». طبعاً، هنا كذبة: لو أنّ الشركة مستقلة وغير مسيّسة، لما سُمح لها بإجراء استطلاعات رأي في السعودية والإمارات. قد تكون الشركة لبنانيّة على الأرجح. واستطلاعات الرأي في الأنظمة الاستبدادية ذات صدقيّة متدنّية لأنّ الناس يخافون التعبير بصراحة. لكن «مؤسسة واشنطن» صاغت الأسئلة في السعوديّة بطريقة تضمن التقليل من السلبية ضد التطبيع. يقول سؤال: «إذا كان ذلك يساعد اقتصاد بلدنا، هل يكون مقبولاً إقامة علاقات عمل مع شركات إسرائيلية»؟ هذه كأن تسأل: إذا كان ذلك سيشفي من السرطان، هل تقبل بالتطبيع مع إسرائيل؟ لكن الاستطلاع نفسه يعطي فكرة في سؤال آخر، إذ أنّ 81% من السعوديّين أجابوا بالموافقة على «في حال حدوث زلزال، يجب على الدول العربيّة رفض أي مساعدة إنسانية من إسرائيل». الصهاينة في مأتم.

0 تعليق

التعليقات