على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أميركا تستثمر كثيراً في هذه الانتخابات التركيّة. مقالات طوال عن نزاهة وذكاء ورصانة كمال كليجدار أوغلو (أحب الـ«أوغلو» في نهاية الأسماء التركيّة ويمكن إضافتها بسهولة إلى الأسماء العربيّة فيصبح ميشال سليمان أوغلو، نجيب ميقاتي أوغلو، وهلمّ جراً). واليوم، قرّرت إدارة تويتر أن تساهم في الحملة الانتخابيّة للمرشح ضدّ إردوغان، فامتلأت الصفحات بإعلانات مجانيّة (منها) لكليجدار أوغلو. إردوغان أعاد السياسة الخارجيّة إلى سابقاتها، من حيث التصالح مع إسرائيل والسعوديّة ومصر، كما أنّه حاول جاهداً تلبية طلبات الناتو من حيث ضمّ فنلندا إليها أو مدّ أوكرانيا بالمُسيِّرات التركيّة (تعتبر واشنطن هذا غير كافٍ لا بل إنّها تتهمه بالانحياز إلى روسيا، فيما استعار كليجدار من كتاب الديمقراطيّين واتّهم بوتين بالانحياز إلى خصمه من دون دليل). حكم إردوغان تركيا لعشرين سنة إلى الآن، لكنه لم يكتفِ. أميركا تحذّر من إطالة عهده، ولا تخفي ذلك. هو غيّرَ مسار السياسة الخارجيّة التركيّة باتجاه حادَ عن أوامر واشنطن، بالرغم من أنّه حفظ العلاقة مع إسرائيل ولم يعارض واشنطن كثيراً. هو فضح التورّط السعودي في قتل وتقطيع الخاشقجي لكنّه عاد وتستّر عليه. حضن الإخوان لكنّه بات يضيّق عليهم مُراضاةً للسيسي والإمارات. أميركا تصنّف الأنظمة بناءً على معايير سياسيّة: تصف تركيا وروسيا بالنظامين الديكتاتيَّيْن فيما هناك في البلدين انتخابات (لا تُعرف نتائجها مسبقاً) وأحزاب معارضة وصحافة معارضة: هل يسري هذا على «شركاء» واشنطن في الخليج مثلاً؟ أميركا لم ترتح له (ولا هي سمحت بدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي حتى في زمن الطاعة المطلقة). من المرجّح أن تكون واشنطن متورّطة في انقلاب 2016 ضد إردوغان (الإعلام السعودي والغربي لم يخفِ فرحته يومها قبل إعلان فشل الانقلاب). حاول إردوغان نيل زعامة في العالم العربي منذ عام 2010: هالني في صيف ذلك العام في بيروت نمو وانتشار شعبيّة إردوغان بين السُّنة والشيعة في لبنان. ركب موجة فلسطين من دون أن يوقف العلاقة مع الموساد والعسكر الإسرائيليين. قطر حليفه الرئيس في العالم العربي ومشروعهما لحكم الإخوان سقطَ.

0 تعليق

التعليقات