على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نامَ المُمانِع بعد أن اطمأنّ على سلامة الجبهات كافّة. من اليمن إلى فلسطين. قال المُمانِع في نفسه: لن يهنأ لي نوم قبل أن أعرف حقيقة الوضع. قبل أن ينامَ، أوصى أولاده بسلاح المقاومة وقال لهم: هذا هو الحصنُ المنيع الذي يحمي لبنان. وحده يقف أمام أي توغّل إسرائيلي في أراضينا. لولاه، لعدنا إلى زمن استعبادنا. أوصيكم بسلاح المقاومة. ثم حذّر أولاده من الحلف الخليجي ــ الإسرائيلي وقال لهم إنّ العروبة الحقّة تكون ضدّ هذا التحالف. وأطنبَ كعادته في الأمسيات في مديح النظاميْن الإيراني والسوري أمام أولاده المشدوهين. استيقظَ الممانعُ من نومه وطار في مهمّة مجهولة إلى دبي. دامت إقامته بضعة أيّام فقط. عاد مُبتسماً. جمع أولاده وقال لهم: إيّاكم من سلاح المقاومة. إنّه سلاح إيراني. من الضروري كي يهنأ لبنان أن نُطمئِن إسرائيل كي تمنحنا السلام الذي نستحقّ. ثم وقفَ على شرفة منزله وصاحَ: يا قومُ، ماذا يفعل الممانعون في اليمن وفي فلسطين؟ هم يثيرون القلاقل. أما آن لنا أن نرتاح؟ لقد تعبتُ من المعارك مع إسرائيل، مع أنّني للحقيقة لم أشارك في أيّ منها. لكن إذا كان عبدالله بن زايد قد تعبَ واعترف أنّ تعبه من المعارك كان سبب تطبيع نظامه مع إسرائيل، فأنا تعبتُ معه. عبدالله بن زايد وإخوته أُثخنوا من الجراحات في معارك على جبهة فلسطين. أنا معهم في التعب والإنهاك. ما عاد بقدرتي الاستمرار. جمع أولاده (مرة أخرى) وحذّرهم: إياكم من التحالف السوري ــ الإيراني. هذا محور معادٍ للعروبة. تطلّع أولاده نحوه باستغراب وقال له كبيرهم: ما سبب استدارتك في غضون أيّام، يا أبتاه؟ هي القناعة المجرّدة أم صحوة ضمير أم هي نتاج قراءة كتاب «قصّتي» لمحمد بن راشد؟ وقف الممانع السابق في وجه أولاده وانتحب. قال لهم: في زيارتي القصيرة لدبيّ شاهدتُ أطول برج في العالم. كيف لك أن تحافظ على مواقفك السياسية بعد أن تشاهد أطول برج؟ أجابه كبيرهم، (مستعيراً من حبيب فيّاض في مواجهة وليد عبّود): «قديش قابض»، يا بابا؟

0 تعليق

التعليقات