على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عيد العمّال. عيد العتّالين في زمن ما قبل الحرب، وعيد العمل اليدويّ بكل أشكاله قبل وبعد الحرب. العتّالون كانوا يمشون مقوّسي الظهور ورؤوسهم تكاد ترتطم بالأرض من شدّة الانحناء. هو عيد ماسحي الأحذية. من طلع بفكرة مهنة مسح الأحذية؟ من الحسن أنّ المهنة لم تعد مألوفة (وإن كنتُ أراها في بعض المطارات). عيد العمّال هو عيد عاملات المنازل. عيد العاملات المنزليّات اللواتي بتن في تناقص في لبنان بسبب الأزمة المالية. قد نصل إلى مرحلة تضمحلّ فيها المهنة، كما تضمحلّ الدولة في التصوّر اللينيني لماركس. عيد عاملات الجنس اللواتي يتعرّضن أكثر من غيرهن للاعتداء والاغتصاب. حان وقت سنّ قانون كما في السويد لتجريم الزبون وليس العاملة. هو عيد عمّال النظافة، أو «الزبّالين»، والكلمة لا تزال تُستعمل للتقريع والإهانة. كان زعماء الجنوب يتنافسون على ولاء «زبّالة» بيروت لأنّهم كانوا في معظمهم من شيعة الجنوب. عيد العمّال هو عيد المضطهدين والمعذّبين من العمّال السوريّين الذين أسهموا في بناء ما تعمّر بعد الحرب. الفضل لهم في ما تعمّر وليس لرفيق الحريري. واللوم على بشاعة وفظاعة وظلم الإعمار يقع على الحريري لا على العمّال السوريّين. عيد العمّال هو عيد المنسيّين من قبل الأحزاب الشيوعيّة التي باتت نسقاً من أنساق الإن. جي. أوز. الأحزاب الشيوعية العربية باتت تطمح لإنشاء ديكتاتورية الطبقة الوسطى وليس ديكتاتورية البروليتاريا. عيد العمّال هو عيد المتسوّلين في الشوارع الذين يُتهمون دوماً في بيروت بأنّهم يخفون ثروات طائلة وأنّ التسوّل ليس إلا تغطية للثراء. عيد ما بقي من فلاحين في لبنان بعد تدهور الإنتاج الزراعي. هو عيد من فقد مدّخراته وانحدر من طبقة متوسّطة إلى طبقة فقيرة. هو عيد أيضاً لعناصر قوى الأمن والجيش الذين باتوا ينالون رواتبهم من دول أجنبيّة لها أجندات تتناقض مع مصلحتنا الوطنيّة. هو عيد سكّان المناطق المنسيّة. وهو أيضاً عيد فؤاد السنيورة الذي عمل على مرّ العقود من أجلنا. كلّ الامتنان له على ما وصلنا إليه في لبنان من بحبوحة وعدنا بها.

0 تعليق

التعليقات