على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قضية الموسم السياسيّة هي الدعوات القبيحة لطرد النازحين السوريّين من لبنان. والقوى الأمنيّة باشرت بالطّرد بأعداد رمزيّة لإنعاش الغرائز الشوفينيّة. وأطراف الصراع متّفقون على الموضوع، ومحافظ بعلبك الهرمل نال شعبيّة مفاجئة من خلال مجاهرته بالعداء للنازحين وتحميلهم مسؤوليّات ليست لهم. لكن كيف يمكن عودة النازحين من دون إعمار سوريا؟ يعودون إلى منازل مهدّمة؟ الذين يصرّون على عودة فوريّة للنازحين يتجاهلون السبب الرئيسي لوجودهم في لبنان: دول الغرب تخشى وصولهم إلى شواطئها، وهي من أجل ذلك تريد توطينهم في لبنان واستعمالهم كورقة ضغط من أجل مقايضة الوجود بسلام بين إسرائيل وسوريا. أميركا تفرض عقوبات ظالمة وقاسية على سوريا وهي تمنع، بصريح العبارة، أي إعمار في سوريا وتفرض عقوبات هائلة على أي شركة يمكن أن تُسهم في إعمار سوريا. هذا هو سبب احتجاز اللاجئين السوريّين في لبنان. ثم هناك وسائل الإعلام «المستقلّة» (أي المُمَوَّلة من حكومات الغرب وسوروس) والتي تتشارك مع وليد جنبلاط وصحبه في الزعم بأنّ المليون ونصف المليون سوري في لبنان لا يستطيعون العودة إلى سوريا لأنّهم مطلوبون من النظام، وأنّ السجون تنتظرهم كلّهم من دون استثناء. هذه السرديّة تتوافق مع الأجندة الأميركيّة ــ الإسرائيليّة للحفاظ على الوضع الحالي. هؤلاء يقبضون ثمن موقفهم من حكومات الغرب. لكن أين الحزب السوري القومي الاجتماعي مما يجري في لبنان من مجاهرة بالكلام العنصري ضد السوريّين؟ هل أنّ مفهوم الأمّة السوريّة يسري فقط على العلاقة مع النظام السوري ويتجاهل الشعب السوري، المعارض والموالي للنظام؟ أليس هؤلاء أولى باهتمام الحزب القومي الذي يجب أن يكون في صدارة المدافعين عن النازحين السوريّين بوجه الحملات العنصريّة؟ والتنظيم الساداتي الناصري بات متحالفاً مع سامي الجميّل، وهذا يفسّر صمته هو الآخر. قيادة الجيش والبطريركيّة تفكّران طائفيّاً في الموضوع، تماماً كما فكّرت قيادة الجيش والبطريركيّة مع الوجود الفلسطيني من منظور طائفي محض قبل الحرب. اضطهاد الفلسطينيّين في لبنان في الماضي دفعهم إلى التمرّد على النظام والمجتمع اللبناني، أفلا تتّعظون؟

0 تعليق

التعليقات