على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشرت مجلّة «بوليتيكو» مقالة بعنوان «سأحرقك حياً»، عن خطاب التخوين والعداء في صفوف المعارضة الإيرانيّة في الخارج. المقالة تتعرّض لقسوة وفظاظة المعايرة بين أطراف المعارضة الإيرانيّة. المعارضات الإيرانيّة في الخارج (المدعومة خليجيّاً وغربيّاً) تتنافس في ما بينها على الظهور بمظهر الأكثر تصلّباً ضد إيران. الكلّ يريد أن يثبت أنّه وحده النقي في الإصرار على إسقاط النظام الإيراني اليوم قبل الغد. وهناك كراهية شديدة بين مؤيّدي ابن الشاه المخلوع ومؤيّدي تنظيم مريم رجوي الموسادي. (وزيارة ابن الشاه المخلوع لفلسطين المحتلّة كانت في سياق التنافس بين هذه المعارضات. ابن الشاه ظنّ أنه سيحظى باستقبال رئيس دولة لكنّ نتنياهو استقبله في كافيتيريا مدرسة وأجلسه على كراسي قاعة عزاء فيما وضع هو ساقاً على ساق، بوجهه). الذين أيّدوا الاتفاق النووي في عهد أوباما اُتُّهِموا بممالأة النظام الإيراني وشُنّت حملات ضدّهم. هذا الواقع يسري أيضاً على المعارضة السوريّة في المنفى. هناك تخوين وتخوين مضاد بين أطرافها. والسوري الذي يجرؤ على معارضة العقوبات الأميركيّة الظالمة يُتهم على الفور بالتشبيح والولاء لنظام البعث. لكنّ هذه الظاهرة غير بريئة وتفضح حالة الاختراق المشبوهة للمعارضات في المنافي المتركّزة في الغرب. تهيمِن بعض حكومات الغرب على فصائل في معارضات المنافي من أجل تمرير سياساتها ومؤامراتها. وفي حالة المعارضة العراقيّة في زمن صدّام (والقذّافي) لم تكن أميركا راضية عن وضع المعارضات، فكانت تخلق دكاكينها (الجنرال حفتر الذي تتهمه اليوم بالتحالف مع شركة «واغنر» لم يكن إلا صنيعتها وهو هبط في ليبيا بعد عام 2011 بإرادة ومال أميركيَّيْن). هي خلقت الجبهة الوطنيّة للإنقاذ في حالة ليبيا وهي التي خلقت دكانة أحمد جلبي. دكاكين في كل البلدان النامية والويل للذي يعارض المؤامرة الأميركيّة، إذ هناك أدوات لها جاهزة باتهامات التخوين. لكنّ بعض الإيرانيّين المعارضين شذّوا: أسّسوا لوبياً خاصاً بهم من أجل معارضة معارضات واشنطن في المنافي وتخفيف العداء الأميركي ضد إيران. هؤلاء طبعاً يخوّنون على مدار الساعة، لكنّهم استطاعوا أن يقيموا علاقات في قلب واشنطن.

0 تعليق

التعليقات