على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم أعد أحتمل نفاقهم. التعاطي الغربي (الحكومي والإعلامي) مع الحرب في السودان يقطرُ نفاقاً. لم يجد الغرب من أثر لتدخّل خارجي في السودان إلا مجموعة «واغنر» الروسية. نعرف أنّ الراعي المباشر الوحيد لمجرمَي الحرب المتصارعيْن في السودان هو أميركا والموساد. الموساد رعى الاثنيْن مقابل التطبيع، مقابل إزالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب. كانت الصحف تورد أخباراً عاديّة عن وصول وفد من الموساد للتنسيق مع الجنراليْن الحاكميْن. والانقلاب الثاني في عام 2021 كان مرعياً أميركيّاً. كانت الطغمة العسكريّة تنسّق كل مواقفها مع أميركا. التطبيع هو المهم. والقوى المدنيّة في السودان شريك في الحرب لأنها عوّلت على الطغمة لتأسيس ديموقراطيّة في السودان. ورئيس الوزراء السابق (المدني حمدوك) كان اختياراً أميركياً. والقوى المدنية شاركت في مؤامرة تعطيل الديموقراطيّة وسكتت غالبية قواها عن مؤامرة التطبيع (الحزب الشيوعي السوداني مثله مثل معظم الأحزاب الشيوعيّة العربيّة الحالية ليس أكثر من «إن جي أو»). و«قوى الدعم السريع» انطلقت من عصابات الجانجاويد. لكن كيف نسي الغرب الجانجاويد وكان يُكثِر من ذمّها في عهد البشير؟ هي أصبحت محترمة وأصبح «حميدتي» محترماً عندما انتقل، مثل البرهان، من الولاء للبشير إلى الولاء للموساد. ودور الإمارات المتحدة (التي تدعم حفتر في ليبيا كما تدعم «حميدتي» وقواته) هو أساسيّ في السودان لأن البرهان متحالف مع القوى الإسلاميّة. والإسلام السياسي لا يزعج أميركا إذا كان متصالحاً مع الموساد (لم تصل «النهضة» إلى السلطة في تونس إلا بعد أن أعطت ضمانات لواشنطن بأنّها ستعارض تجريم التطبيع). المضحك أنّني قرأتُ اليوم (أمس) في الصحف أنّ أميركا «تلوِّح» بالعقوبات إذا ما استمرّت الحرب. العقوبات؟ «حميدتي»، خرّيج الجانجاويد، مسؤول عن مجازر حرب نسيتها أميركا، وقواته قتلت متظاهرين. البرهان يقود جيشاً وقطاعات من الـ«بزنس» على طريقة الأنظمة الجمهوريّة في العالم العربي. عندما تقرأ عناوينَ عن «تلويح» أميركا بالعقوبات تعلم أنّ أميركا تتعامل مع أدواتها. في بداية أزمة لبنان «لوّحت» أميركا بعقوبات ضد زعماء. أوضح فيلتمان أنّهم لا يعنون جنبلاط وميقاتي والسنيورة ...إلخ

0 تعليق

التعليقات