على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا الإصرار من قبل الحزب على ترشيح سليمان فرنجيّة بات مزعجاً (لي). الإصرار غير مفهوم. لو أنّ لفرنجيّة مواهب وقدرات لا تتوفّر لغيره من موارنة لبنان لفهمنا. لكن هو زعيم من الزعماء الكثر. والإصرار مزعج (لي) لسبب آخر. الحزب ممتنّ له بسبب إخلاصه في المواقف، مقارنةً بحلفاء الحزب الذين يهجرونه الواحد تلو الآخر. لكن قد تكون الملامة (في الهجر) مشتركة بين الحزب والحلفاء. صحيح، جذب الحلفاء نحو المحور المقابل يعتمد على المال، والمال فقط (وعلى سحر الديموقراطية في السعودية والإمارات وعلى التخويف من عقوبات أميركيّة ضد الأثرياء). لكنّ الحزب هو الذي أيّد بقوة ترشيح إميل لحّود، أوّل (وآخر) رئيس عروبي ومقاوِم وتقدمي في تاريخ الجمهوريّة. الحزب أصرّ بعده على ترشيح ميشال سليمان وكان الرجل اختياراً شخصياً من غازي كنعان، ثم أصرّ الحزب عليه مع أنّ لحّود لم يثق به ولم يزكِّه لقيادة الجيش. وارتاب لحّود، كما روى أخيراً، منه في دوره المشبوه بعد اغتيال الحريري. باقي القصّة معروف، كيف أنّ السعودية استمالت ميشال سليمان بالإقناع وبـ…ساعات فاخرة. وبعد سليمان (وبعد أن باع سليمان فريقه) أصرّ الحزب بقوة على ترشيح ميشال عون ورفض أي بحث في بديل. وأصبح ميشال عون رئيساً وبقي على ولائه للحزب لكنّ رئاسته لم تكن ناجحة (حتى لو أخذنا في الحسبان ضخامة المؤامرة ضد المقاومة وحلفائها، وبالفعل كانت المؤامرة ضخمة). لكن أن يصرّ حزب (ذو الصفة الطائفيّة الشيعيّة) على ترشيح رجل ماروني واحد لا غير ويؤيّده في الترشيح فقط حليفه الشيعي فإنّ في ذلك استفزازاً سياسياً وطائفيّاً في النظام السياسي اللبناني. والحزب له فهم سياسي غريب عن العلاقات الدولية: يظنّ أنّ عبارة المقاومة في البيان الوزاري تحمي المقاومة، كأنّ المقاومة تحتاج إلى من يحميها وهي التي أذلّت إسرائيل. صحيح أنّ الحزب يثق بفرنجية ويقدّر له شهامته، لكن على الحزب أن يكون أكثر مرونة لأن البلاد لم تعُد تحتمل العناد، حتى لو كان خصوم الحزب أكثر عناداً.

0 تعليق

التعليقات