حذّرني طلال شتوي مسبقاً أنه سجّل حلقة عن محمد بن سلمان وأنّها لن تعجبني. شاهدتها أمس ولم تعجبني أبداً، يا عزيزي طلال. جملة من المغالطات. 1) لا، مجلّة «تايم» لم تختر محمد بن سلمان «رجل العام». ثم معايير الاختيار في مجلّة «تايم» (المنقرضة مهنيّاً) لا تختلف عن معايير اختيار ملكة جمال التفاح في ميروبا. لا، مجلّة «تايم» مرة عرضت استطلاعاً إنترنتياً وفاز فيه محمد بن سلمان. الاستطلاع الإنترنتي لا قيمة له، كما تعرف، لأنّه لا يمكن التحكّم بالعيّنة وضبطها. يستطيع الجيش الإلكتروني السعودي (وهو أكبر جيش إلكتروني في العالم) أن يفوز بأي استطلاع لا قيمة له على الإنترنت. 2) تعترض على تسمية الحوثيّين لأنّها على اسم شخص وأنت تتحدث لأكثر من نصف ساعة عن السعودية، وهي مملكة مسماة على اسم شخص. 3) لا، سعد الحريري اختُطف من خارج حملة «الفساد» المزعومة في الرياض. هو اختُطف واعتُقل وعُذّب كي يسير في مسار الفتنة المذهبيّة التي أرادها محمد بن سلمان لنا. 4) لا، لم يُجرّ محمد بن سلطان في اليمن. هذه كانت فكرته ومشروعه وظنّ أنه يستطيع أن يخرج منها منتصراً. 5) محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يفضّلان ترامب على أي رئيس آخر في أميركا لأنّ المال يصل إليه ويؤثر فيه أكثر مما يؤثر في غيره. لا تنسَ أن محمد بن سلمان سخّرَ مليارين من الاستثمارات السعودية في مشروع جارد كوشنر بعد خروج ترامب من الحكم. 6) لا، لم يُطلق محمد بن سلمان الحريات في المملكة. هو أطلق الحريات الاجتماعية وقيّد الحريات السياسية. يقول لك سعوديون إن المرحلة الحالية هي أشد وأقسى مرحلة من القمع في تاريخ المملكة. الرقص مسموح لكنّ التغريد بغير مشيئة الحاكم يؤدي إلى سجن لنحو 30 سنة. 7) لم يحارب محمد بن سلمان الفساد. هو اعتقل أشخاصاً (من عائلته وخارجها) ظنّ أنّهم يشكّلون خطراً عليه. هو ابتاع لنفسه أغلى يخت في العالم. 8) الفكرة أنّ محمد بن سلمان لا يتدخّل في لبنان مغلوطة.