على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أفردت صحيفة «الشرق الأوسط» صفحات طوالاً لتذكّر الغزو الأميركي للعراق. نسيت أن تذكر أنّ صفحاتها، كما صفحات «الحياة»، كانت قد سُخِّرت لضخّ بروباغندا الغزو الأميركي. كان هذا جانباً من جوانب التعاون السعودي مع الغزو الأميركي، كما أخبرنا سعود الفيصل ضاحكاً. ومن جملة المقابلات التي نشرتها «الشرق الأوسط» كانت مقابلة مع كنعان مكيّة (أو سمير خليل أو محمد جعفر أي من الأسماء المستعارة التي اختبأ وراءها عبر السنوات). هناك طرائف في المقابلة. يتوهّم مكيّة فيها أنّه (مع فؤاد عجمي) أثّر على الرأي العام الغربي كما أثّر على السياسات الخارجيّة الأميركيّة. بجدّ، يظن مكية وأمثاله أنّ دول الغرب عندما تستعين بوجه محلّي أنّها تشركه في صنع القرار. دور الوجه المحلّي الملوّن في صنع سياسات الغرب هو تماماً مثل دور الوزير الأسود الوحيد في حكومة رونالد ريغان (كان الأخير يجهل اسمه ويناديه باسم عمدة مدينة بالتيمور لأنّه أسود مثله). عندما تستنجد إدارة أميركيّة بمعارضة ليبية أو عراقيّة، فهي لا تريد منها المشورة أو النصح. هي فقط تريد أن تستعين بأشخاص هم أدوات يردّدون بلغتهم الأمّ وبالإنكليزيّة ترهات البروباغندا الأميركيّة. ورواية مكيّة تختلف في حديثه عن الغزو الأميركي عن روايات أميركيّة. حتى السناتور الأميركي الرجعي الصهيوني، جون ماكين، اعتبر في آخر حياته أنّ غزو العراق كان خطأ (طبعاً، هؤلاء لا يكترثون لحياة العراقيّين بل يحسبون الحروب والغزوات من مصلحة الإمبراطوريّة ومصلحة الشعب الأميركي ودمائه). إلا مكيّة، لا يزال يعتبر أنّ الغزو كان في محلّه. ليس ما يعتذر عنه. لم تسأله «الشرق الأوسط» عن نبوءته لبوش أنّ الشعب العراقي سيستقبله بـ«الحلوى والأزاهير». لكنّ مكيّة يعتبر نفسه مفكّراً أكاديميّاً رصيناً. هو لا يحمل شهادة في علم الاجتماع (هو درس الهندسة المعمارية في إم. آي. تي، لكنّه لم يتخرّج بشهادة منها). لكنّ جامعة برانديس الصهيونيّة كافأته على مواقفه في ذمّ العرب ومقاومات إسرائيل ومصالحة الصهيونيّة وجعلت منه (بالقوّة) أستاذاً لعلم السياسة (كأن أصبح أستاذاً في طب الأسنان). نال على مواقفه شهادة دكتوراه فخريّة من الجامعة العبريّة.

0 تعليق

التعليقات