على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

اسمها سيلفيا رافائيل. كانت عميلة إرهابيّة قاتلة للموساد وعملت في العالم العربي كمصوّرة صحافيّة كنديّة وزارت مخيمات المنظّمات الفلسطينيّة في الأردن ولبنان، وغطّت نشاطات حكام عرب، بمن فيهم عبد الناصر والسادات والملك حسين. هذه المراسلة نشطت في السبعينيّات وكان لها دور في عمليّات اغتيال. حضّرت طروداً بريديّة متفجّرة، كما شاركت في الفريق الذي قتل النادل المغربي، أحمد بو شيخي، في النروج فقط لأنّ خبراء الموساد البارعين ظنّوا أنّه أبو حسن سلامة (ليس هناك أيّ شبه بينه وبين سلامة ــــ تماماً مثل الشبه بين المواطن البعلبكي حسن نصرالله، الذي خطفه جيش العدوّ في حرب تمّوز، والأمين العام للحزب). نشرت «نيويورك تايمز» قبل أيام مقالة تبجيليّة عن رافائيل لأنّ الموساد أقام معرضاً لصورها. الصور تظهر مخيّمات فلسطينيّة وعبد الناصر في المطار. لكنّ المصوّرة الصحافيّة الموساديّة أرادت إظهار بطولتها عبر القول إنّها زارت مخيّمات تدريب الفدائيّين التي كانت صعبة المنال أمام المراسلين، حسب الصحيفة. طبعاً، هذا غير صحيح، للأسف الشديد. كان المراسلون الغربيّون (وبينهم حتماً عملاء لإسرائيل) والزوار والمتطوّعون الأوروبيّون (حتماً بينهم عملاء لإسرائيل) يزورون المعسكرات والمخيّمات ويُستقبلون على الرحب والسعة. أذكر ذلك حتى في أواخر السبعينيّات. كان الحسّ الأمني معدوماً، وتحدّث الراحل أنيس نقاش عن ذلك في مذكّراته. هذه القصّة تنبيه إلى حالة الاسترخاء في التعامل مع الصحافيّين الغربيّين في بلادنا. لا، وبسبب عبادة الرجل الأبيض، لا نزال نظن أنّ كل أوروبي يصل إلى بلادنا يكون بالضرورة متعاطفاً معنا. منظمة التحرير كانت مخترَقة من مختلف الجهات. كل التنظيمات كانت مخترَقة ومنعدمة الحسّ الأمني. الترحيب بالوافد الأوروبي كان سمة عامة. إن البارانويا والتشكيك في الوافدين الأوروبيّين مبرّران نظراً إلى تاريخ معاصر من الاختراقات. جورج حبش خضع لمقابلة مع الصحافية الإيطاليّة التابلوديّة، أوريانا فالاتشي، لمجلّة «لايف» في عام 1970. لم يكن يعلم أنّها صهيونيّة وهي شوّهت كلامه وجعلت من كل إشارة له إلى الإسرائيليّين إشارة إلى اليهود. النظام البعثي العراقي كان منغلقاً وهذا حصّنه ضد الاختراق. المقاومة الحاليّة متنبّهة وهذا يحمي.

0 تعليق

التعليقات