على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تم إسدال الستار أخيراً على ما عُرف هنا بـ«ظاهرة هافانا». الظاهرة هي نتاج عقليّة المؤامرة الخصبة في الغرب والتي تبحث عن مؤامرات غريبة عجيبة من أعدائها حول العالم. تذكرون عندما اتّهمت الحكومة الأميركيّة الحرس الثوري الإيراني بتدبير اغتيال السفير السعودي في واشنطن في مطعم صيني يرتاده، عبر تجنيد بائع سيّارات مستعملة في تكساس. وبائع السيّارات جنّد بدوره ــــ حسب الرواية الأميركيّة الرسميّة ــــ أعضاء في كارتيل مخدّرات مكسيكي للقيام بالمهمّة. لا تحتاج إلى تحقيق استقصائي كي تسخر من السيناريو المذكور. «ظاهرة هافانا» بدأت قبل سنوات في عام 2016 عندما اشتكى عملاء مخابرات أميركيّة في كوبا من عوارض رَاوحت بين الدوار والصداع وفقدان التوازن. وما إن سمع دبلوماسيّون أميركيّون ما سُمّيَ اصطلاحاً بعوارض هافانا حتى انشترت العوارض في السلك الدبلوماسي. الكونغرس الأميركي دعا إلى تحقيق جذري. أمس، طلعت سبع وكالات مخابرات أميركيّة بخلاصتها أنه «ليس من المرجّح أبداً» أن هناك جهة خارجيّة مسؤولة عن العوارض. لا، واعترف التقرير بأنه ليس هناك من سلاح تعرف عنه الحكومة الأميركيّة يستطيع أن يتسبّب بكل تلك العوارض. محامي «الضحايا» (يبدو من اسم عائلته، «زيد»، أنّه من أصل عربي) رفض استنتاج الحكومة ووصفه بأنّه مُحبط للمعنويّات وطالب بمزيد من التحقيقات. لقد أنفقت الحكومة الملايين من أجل التوصّل إلى نتيجة حول «ظاهرة هافانا»، والنتيجة هي دوماً واحدة، ما من دليل على الإطلاق. القصّة لن تموت وسيعقد الكونغرس جلسات استماع أخرى، وسيطلب شهادات من أطباء مشعوذين كي يجزموا أن العوارض تتطابق مع قنابل ذكيّة اخترعتها كوبا أو روسيا أو الصين، أو محلّ «حدادة وبويا» في الضاحية. لا، و«ضحايا» الظاهرة يجزمون أنّ العوارض تظهر بعد سماع أصوات غريبة. في الماضي، كان الذين يسمعون أصواتاً غريبة يوضعون في مصحّات عقليّة، لكنّ الأصوات الغريبة عندما تقترن ببروباغندا ضدّ العدوّ، فإنّها تكون ذات مصداقية. هل تسمع أصواتاً غريبة تسبق ظهور عوارض صداع ودوار؟ يمكنك تقديم شكوى في ذلك إلى أقرب سفارة أميركيّة. التحقيق جارٍ.

0 تعليق

التعليقات