قضيّة الشيخ أحمد الرفاعي تفضح ما يجري في البلد. هناك فريق مدفوع من قبل جهات خليجيّة وغربيّة وإسرائيليّة ومهمته إشعال الفتنة بسبب أو من دون سبب. هذا الفريق يتحرّك بناء على أوامر ومعلومات يوميّة تصل إلى أعضائه (هذا الأسلوب في التأجيج وتوحيد الكلمة وخطاب البروباغندا بدأ مع رعاية الغرب لفريق 14 آذار وتخصيص شركات علاقات عامّة واستشارة سياسيّة أميركيّة لشنّ الحرب ضد فريق من اللبنانيّين). مرّت ساعات فقط على اختفاء الشيخ الرفاعي، عندما تنطّح سياسيّون وإعلاميّون لتحميل حزب الله المسؤوليّة من دون التدقيق والتحقّق أو مراجعة الأجهزة الأمنيّة القريبة منهم سياسيّاً والموالية لنفس الجهات الخارجيّة التي يتبعون. وضّاح صادق غرّد وحمّل الحزب المسؤوليّة بطريقة غير مباشرة لكن واضحة، وربط بين الاختفاء وبين مواقف الشيخ السياسيّة. هكذا قرّر المحقّق البوليسي البيروتي. يجب على وضّاح صادق أن يستقيل أو أن يُطرد من المجلس لتعامله بهذه الخفّة والاستخفاف مع قضيّة أمنيّة فائقة الحساسيّة. وضّاح صادق وغيره مستعدّون أن يشعلوا فتنة مذهبيّة يُقتل فيها ناس من أجل تسجيل موقف يعود عليهم بالنفع المادي والسياسي أمام ولاة أمرهم في الخارج. هؤلاء تجّار فتنة، لا يتورّعون عن استغلال أي قضيّة من أجل التقدّم في المنافسة الجارية بين صفّ المتملّقين والأتباع والمنتفعين والانتهازيّين وتجّار الطائفيّة والمذهبيّة. المخزومي يتقدّم لما يُظهره من استماتة في نيل الرضى السعودي. الطريف أنّ السعودية تتجاهل الجميع، باستثناء جعجع. ونجيب ميقاتي لا يزال يزهو بلقاء عابر مع محمد بن سلمان. والحزب، كالعادة، لا يحسن التصرّف في الإعلام والعلاقات العامّة. لا، هو هدّد بمقاضاة مُطلقي الشائعات. أكثر من نصف البلد يُطلق الشائعات ضدّكم: تريدون مقاضاة كل هؤلاء؟ ونحن في دولة تسمح فيها حريّة التعبير بإطلاق الشائعات. هذا ثمن الحريّات. الحزب يشكو أمره دائماً كأننا في محكمة عادلة. والحزب صامت معظم الأيام وكل مسؤوليه (نواب ووزراء) ممنوعون بأمر من القيادة من مخاطبة الإعلام. الحزب يجهد، من دون أن يدري، كي يُخلي الساحة العامّة والإعلاميّة لخصومه كي يسرحوا ويمرحوا.