على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يصل عدد الغارات الإسرائيليّة على سوريا إلى نحو 300 منذ اندلاع الحرب السوريّة. المواقع السوريّة المُموَّلة من الغرب (مثل «المرصد السوري» الذي يغار على مصلحة إسرائيل أكثر منها)، تسارع دوماً كي تجزم أنّ الإصابات كانت محكمة وأنّ رامي عبد الرحمن (من بريطانيا) تفقّد جثث القتلى وتأكّد أنّهم كلّهم من العسكريّين وأنّهم ــــ لو كانوا من المدنيّين ــــ موالون لإيران. معارض سوري بارز احتفل بالقصف الإسرائيلي: بعض المعارضة السوريّة سجّلَ سابقة في تأييد علني لعدوان إسرائيل، أكثر من سوابق المعارضات العربيّة. مراسل الـ«بي.بي.سي»، سيباستيان أشر، ذُهل بأنّ إسرائيل قصفت حيّاً سكنياً وحاول أن يلوم المضادات السوريّة من دون أن يكون عنده أيّ دليل (وحجم التدمير يستبعد إمكانيّة مسؤوليّة صواريخ مضادة). لكنّ المراسل الغربي نسب لومَه إلى «تقارير مختلفة» و«مصدر واحد». هذا نوع الصحافة الغربيّة هذه الأيّام، وهذا حسن كي نقلع عن احترام وتبجيل صحافة الغرب. يذكر طلال شتوي في كتابه «بعدك على بالي» أنّه كلّما كانت إسرائيل تقصف مبنى سكنياً في بيروت قبل عام 1982، كان بعضهم يسارع إلى القول إنّ عرفات كان في المبنى، إلى درجة أنّه كنتَ تخال أنّ عرفات زار كل مباني بيروت. هذا النوع من الحديث جزء من البروباغندا الإسرائيليّة التي باتت تمتلك السيطرة (بحكم التحالف مع أنظمة الخليج) على أبواق عربيّة متعدّدة، بما فيها صفحات تويتريّة لا يخفى توجّهها الموسادي. البحث عن أسباب قصف إسرائيل لمواقع مدنيّة (مثل خبر أنّ مسؤولاً إيرانيّاً كان في المكان قبل قصفه) جزء من عمليّة التضليل الموسادي. هذا عدوّنا كان يستسهل قتل المدنيّين حتى قبل إنشاء الدولة في عام 1948. العدوّ ابتدع أساليب إرهابيّة لم تكن المنطقة تعرفها (مثل رمي القنابل في الأسواق والمقاهي أو تفخيخ سيارات الإسعاف أو رمي ودحرجة البراميل المتفجّرة...)، ولم يكترث يوماً لحياة المدنيّين العرب. لكنّ هناك من يجهد (بتمويل وإيعاز) كيف يلوم العرب على قصف إسرائيل لهم. كانت إسرائيل تقصف بيروت الغربيّة وكانت «صوت لبنان» تلوم صواريخ منظمة التحرير. منعرفكم.

0 تعليق

التعليقات