على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

من إفرازات 14 آذار أنّ لبنان بات يتقبّل ويحترم، لا بل يبجِّل، عناصر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. 14 آذار منحت «درع الأرز» لجون بولتون الذي انتقد نتنياهو في تاريخه لأنّه معتدل. كل مشروع لبناني معارض لأعداء إسرائيل في لبنان يتحالف، ذيليّاً طبعاً، مع إسرائيليّي الهوى في واشنطن: منذ الحلف الثلاثي في الستينيّات إلى ميشال عون في المنفى إلى حركة 14 آذار. اليوم ضجّت البلاد بخبر أنّ «باحثاً» (ما نتائج الأبحاث؟) في «منظمة الدفاع عن الديموقراطيّات» (على أشكال إسرائيل والسعودية والإمارات) أعلن أنّ أميركا ستُعاقب رياض سلامة بسبب علاقته مع حزب الله. قبل سنة، أعلن ديفيد شينكر أنّ «ليس سرّاً أنّ علاقة مثمرة تربط بين رياض سلامة والحكومة الأميركيّة». وديفيد هيل قبل سنتيْن نفى تُهم الفساد عن سلامة وتناول الغداء معه في خطوة لتبرئته أمام الرأي العام. غريب كيف أنّ لبنان شرعنَ دخول أذرع اللوبي الإسرائيلي إلى الحياة السياسيّة اللبنانيّة. الكتائبي (أبداً ودائماً) ألبير كوستانيان يتعامل مع ضيوفه من اللوبي الإسرائيلي باحترام وتبجيل لا يظهر في تعامله مع ضيوف لبنانيّين، خصوصاً إذا كانوا مُجاهرين بالعداء لإسرائيل. هل قرّرت أميركا نبذ رياض سلامة؟ هذا لا يهم. المهم أنّ أوامر أميركا تنفّذ (في أوروبا كما في لبنان، وإن كان لبنان أسرع في تنفيذ أوامر أميركا بالرغم من وقوع لبنان تحت الاحتلال الإيراني). لبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني مع أنّ أميركا هي التي تقرّر نهاية ولاية قائد الجيش ونهاية ولاية حاكم مصرف لبنان ونهاية ولاية مدير المخابرات، إلخ... والمنظمات الصهيونيّة في واشنطن تختلف في التوجّه: «مؤسّسة واشنطن» (الضّيفة المحترمة لكوستانيان) هي نتنياهو، أما منظمة «الدفاع عن الديموقراطيّات» (تتخصّص «إم. تي. في» في استضافة «خبرائها»)، فهي مائير كاهانا. اللوبي الإسرائيلي يحكم لبنان أكثر بكثير مما يحكمه النظام الإيراني والسوري. لكن إصرار فريق الحزب على الحفاظ على النظام بات مشاركة لا بل تواطؤاً من الحزب في إحكام سيطرة أعداء المقاومة على لبنان. أحجية لا فكاكَ لها.

0 تعليق

التعليقات