أطلقت «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين» أخيراً حملة افتراضية تحت عنوان «ميتا تحاصر فلسطين» (Meta Besieging Palestine) بعدما أقدمَ عملاق التواصل الاجتماعي على حجب صفحتها التي كان عدد متابعيها قد وصل إلى قرابة مليون ومئة ألف. ونقل البيان الداعي إلى الحملة الافتراضية أنّ «ذريعة العمل غير المبرّر نشر الصفحة لمقابلة مع أحد أطفال فلسطين، نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، خلال الحملة الإعلامية التي رافقت كأس العالم في قطر، حيث يقف هذا الطفل أمام صورة والده الشهيد ويدعو جماهير كرة القدم للتضامن مع الشعب الفلسطيني». يبدو أنّ دعوة الطفل هذه معطوفة على عدد متابعي الصفحة، أخافت «ميتا» ومن خلفها الولايات المتحدة ومن خلفهما «إسرائيل».
(لطوف ـ البرازيل)

«وفي مناسبة هذا الإجراء العدواني، ومن أجل تحويل ردّ الفعل إلى عمل بنّاء، عبر الإضاءة على السياسات المتحيّزة والظالمة التي تنتهجها العديد من شركات التقنية الكبرى ضدّ المحتوى الفلسطيني على شبكة الإنترنت، وللمطالبة برفع القيود الجائرة التي تسبّبت في حذف مئات الصفحات لمؤسسات وشخصيات إعلامية وناشطين يدعمون القضية الفلسطينية»، دعت الحملة كلّ المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان، إلى المشاركة من خلال رفع الصوت قدر الإمكان ضدّ محاربة المحتوى الفلسطيني، عبر وسم #ميتا_تحاصر_فلسطين.
كذلك دعت الحملة إلى «إصدار البيانات المندّدة بسياسة فايسبوك وغيرها من منصّات التواصل، والمتحيّزة ضدّ القضية الفلسطينية، وإثارة النقاش حول السياسات المتحيّزة ضدّ المحتوى الفلسطيني» في الأنشطة والبرامج، وإرسال نصّ أعدّته الحملة إلى عناوين «ميتا» الإلكترونية، وإلى «التفاعل والنشر على صفحة فايسبوك الجديدة» للحملة التي تحمل اسم «العودة إلى فلسطين». وجدّدت «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين» دعوة سابقة لها «من أجل تفعيل الآليات القانونية لمحاسبة الشركات المتورطة في محاربة المحتوى الفلسـطيني، والسـعي إلى ابتـكار حلـول تحرّرنا من أسر المواقع العالمية الخاضعة للسيطرة الصهيونية، والتعاون معاً من أجل توفير مساحات حرّة لتعريف العالم برؤيتنا في مختلف المسائل، وخاصّة منها القضية الفلسطينية». يذكر أنّ «ميتا» لطالما اعتمدت سياسات مجحفة بحق المحتوى الفلسطيني، واشتدّ خناقها في الآونة الأخيرة، إذ تمّ حجب أيّ منشور يحتوي على صور أو فيديوات للشهداء أو حتى أسمائهم، بما في ذلك مقاطع تفضح إجرام الكيان الغاصب، بحجّة مخالفة معايير النشر و«السياسات المجتمعية». مع ذلك، فحجبها لصفحة «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين» ليس مبرّراً، خصوصاً أنّه يمكنها حجب المنشورات التي تدّعي أنّها تخالف قوانينها من دون حظر الصفحة بأكملها. ما سبق يؤكّد المؤكّد، أنّ قرار الشركة الأميركية سياسي بحت، لا يتعلّق بمعاييرها وهو يبعد كلّ البعد عن عدالة تطبيق تلك المعايير.