على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

انشغلت الأكاديميا الأميركية، والغربيّة عموماً، أخيراً بقضيّة الأستاذة الجامعيّة إريكا لوبز براتر. أستاذة تاريخ الفن العالمي في جامعة «هاملين» في مينيسوتا، حذّرت تلاميذ صفّها مراراً من أنّها على وشك عرض رسومات للرسول من القرن الرابع عشر. وهي ذكرت محذّرة في برنامج المادة أنّ المنهج سيعرض رسوماً لأشخاص ذوي قداسة، بمن فيهم محمد وبوذا (صفة القداسة في الإسلام هي لله فقط وإن كان «لسان العرب» يعتبر أنّ التقديس يجوز لغير الله إذا كان المُراد من الكلمة التعظيم. ولا يرد في القرآن وصفه بالمقدّس بل بـ«الكريم»). وطلبت من التلاميذ الاتصال بها في حال كان لديهم قلق أو همّ ما عن الموضوع. وقبل عرض الرسمة، عادت وطلبت من التلاميذ الذين يمانعون لأسباب دينيّة رؤية الرسم أن يغادروا الصف ــ ولم يغادر أحد منهم. وعرضت الصورة، لكنّ عدداً من الطلبة المسلمين اعترضوا، ما دعا إدارة الجامعة لعدم تجديد العقد معها بصفتها أستاذة غير متفرّغة. أكثر من ذلك، بيان الجامعة وصفَ عرض الرسمة بـ«الإسلاموفوبيا». وضجّت المناقشات الأكاديميّة بالأمر وانقسم الجمهور بين مؤيّد ومعارض. طبعاً، لو كان الأمر يتعلّق بإهانة للدين اليهودي، فإنّ الموضوع كان حُسم من غير ضجّة لأنّ الحساسيّة الغربيّة لليهوديّة هي أعلى بكثير من الحساسيّة للإسلام والمسلمين. والنقاش دار حول التناقض بين الحساسيّة لمجموعات ـــ دينيّة أو غير ذلك ـــ وبين حريّات التعبير الأكاديمي. والاعتراض الذي لاقاه قرار الجامعة فعلَ فعله: تراجعت الجامعة وقرّرت أنّه من الخطأ اعتبار وصف عرض الرسم بأنّه إسلاموفوبي، وتراجعت الجامعة عن قرار فصل الأستاذة. إن عرضَ رسم (مرسوم من قبل مسلمين من إيران أو أفغانستان قبل قرون) لا يدخل في باب الإسلاموفوبيا لأنّ النيّة لم تكن استفزاز المسلمين أو التعبير عن كراهية ضدّهم (كما تفعل مجلّة «إيبدو» في فرنسا، بصرف النظر إذا كان من حق مجلة ساخرة أن تسخر وبعنصرية وبإسلاموفوبيّة أو ذكوريّة مَقيتة). من حق المسلمين في الغرب أو الهند التعبير عن حساسيّة ضدّ الكراهية ضدّهم، لكنّ الحساسيّة الفائقة تعزلهم وترسّخ تنميطهم.

0 تعليق

التعليقات