على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

السلطة الفلسطينيّة في أزمة لا فكاك منها. هي، كان يجب أن تخلقها إسرائيل لو هي لم تولد من رحم أوسلو. هي أشنع من روابط القرى وشبكة المخاتير التي اعتمد الاحتلال عليها عبر السنوات لتثبيت طغيانه. السلطة الفلسطينية هي صنو جيش لحد. هي سلطة عميلة للاحتلال، ولكلّ احتلال سلطة عميلة له. وما يُسمى بمنظمات المقاومة الفلسطينيّة لا تصل إلى الخلاصة المنطقيّة: لا يمكن مواجهة الاحتلال من دون مواجهة سلطة رام الله الفاسدة. سلطة رام الله غيّرت وتغيّر من الثقافة السياسية لشعب فلسطين. شعب كان مهجوساً بالثورة والتغيير الحقيقي والكفاح المُسلّح بات يعاني من ضخ هائل لثقافة الـ «إن جي أوز» وثقافة الإلهاء. انتقل شرف «أكبر جاط» مقلوبة إلى فلسطين وأصبح أطول برج في دبي مصدر فخر وإعجاب. كانت المخيّمات الفلسطينيّة مصدر الثورة في كل العالم العربي وأصبحت المخيّمات مشغولة بالاستعراض والفكر الطائفي السلفي. الحكومة الإسرائيليّة الجديدة لا تجد من جدوى من السلطة وتقلّص تمويلها: والتمويل هو هدف منظمة التحرير الفلسطينية في زمن محمود عباس وياسر عرفات. وتعتاش المنظمات الفلسطينيّة منذ السبعينيات على التمويل الذي توزّعه «فتح» على باقي التنظيمات كي تنال طاعتها. جبهة الرفض اعتمدت على التمويل العراقي والليبي إلى أن توقّف عام 1977. محمود عبّاس صارح شعبه بالعربيّة أنّه يرى أنّ الكفاح المسلّح لم يجلب إلّا الدمار. وهو يقود منظمة اسمها «منظمة التحرير الفلسطينيّة»، أي أنّه يقود التحرير عبر التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي. عار للشعب الفلسطيني أنّ محمود عباس هذا سيموت «قائداً عاماً» للثورة الفلسطينية. حتى معارضي محمود عباس في مختلف التنظيمات لا يتعاملون معه كما يجب: أي إنّه أنطوان لحد لفلسطين، وأنّ مقاومة السلطة هي المقدّمة الأولى لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي. لن تتقدّم فرص التحرير قبل أن يتعامل الشعب الفلسطيني مع رجال أمن السلطة على أنّهم أدوات لسلطات الاحتلال. عندما يُحرّم على الشباب الفلسطيني الانخراط في جهاز القمع والقتل الفلسطيني يمكن التفكير في إطلاق جديد لمقاومة فلسطينيّة. أميركا تحذِّر إسرائيل: بقاء السلطة حاجة أمنيّة لـ... إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات