على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كنتُ أتساءل في السنوات الماضية عن هويّة قرّاء مجلّة «تايم» الأميركيّة ــــ مَن بقي منهم. انهارت المجلّات السياسيّة والفنيّة والمواقع ورثت مهمّتها. وكانت المجلّة مؤثّرة حتى الثمانينيّات من قرن ولّى. وحدها مجلّة «إيكونومست» لا تزال تتمتّع بالتأثير خصوصاً في مكاتب تحرير الوسائل الإعلامية. المجلات كانت تلخّص أحداث الأسبوع الذي مضى، ما جعل المهمّة في عصر الإنترنت عقيمة للغاية. الـ «إيكونومست» تجمع بين التحليل وتلخيص الأخبار. انحدر مستوى المجلّة كثيراً، وأنا أحنّ إلى الزمن الذي كان فيه الجاسوس كيم فيلبي مراسلها في بيروت. سمير عطالله لا يزال يتابع مجلّة «تايم» ويتابع اختيارها لـ «رجل العام». واختيار «رجل العام» عمليّة فيها من المهنيّة والرصانة ما لدى عمليّة اختيار ملكة جمال التفاح في بكفيا. لم تعد المجلّة تجرؤ على اختيار واحد من أعداء أميركا. يجب أن يكون حليفاً أو أداة أو عميلاً. الرأي العام لم يكن يتقبّل. كانت مجلّة «المجلّة» السعوديّة (هي لا تزال تُنشر، من منكم يعرف ذلك؟) تختار كل سنة «رجل العام»، وكان الاختيار كلّ عام يقع على الملك السعودي. الصحافي اللبناني سمير عطالله، الذي واظب على مرّ العقود على مجاراة كلّ توجّهات وسياسات النظام السعودي، يختار هو أيضاً الملك السعودي رجلاً للعام والعقد والقرن. يقول عن اختياره لهذا العام: «مُشرقاً يطلّ الأمير محمد بن سلمان من إطار صورة رجل العام، ورجل المرحلة، وأمانة الابن العملاق لأب من العمالقة، فكراً وقلباً وفروسيّة». هو كتب كلامه في جريدة محمد بن سلمان، «الشرق الأوسط»، لكنّه لم يقصد التملّق أبداً. لا يمكن. هو يقصد ما يقول، لكن وصف الفروسية غير واضح. هل بهذا الوصف يعني حرب اليمن أم حصار قطر أم تقطيع جمال خاشقجي؟ تصوّر أن تدرس الإعلام في الجامعة كي تكتب ما يكتبه سمير عطالله عن أمراء آل سعود. ما قيمة المهنة؟ عطالله مدح في حكّام (مثل صدام وحافظ الأسد) عندما كان مديحهم منسجماً مع سياسات النظام. رجل العام هو الذي قاوم العدوان الوحشي على اليمن وأعطى أمثولة في الشجاعة.

0 تعليق

التعليقات