على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مصطفى الكاظمي تكنوقراط، كما أنّ فؤاد السنيورة تكنوقراط. وقيمة التكنوقراط تُزان بالقيراط لأهميّتهم. والكاظمي من «نخب» أنتجها الاحتلال الأميركي الظالم والفاسد. مصطفى الكاظمي هو القدوة والمثال الأعلى. كيف لا، وهو تدرّب عند كنعان مكيّة الذي حظي بدعم وتشجيع ورعاية الاحتلال الأميركي؟ كان بول وولفوزيتز يريد أن يصبح مكيّة رئيساً للجمهوريّة. وعندما تولّى الكاظمي السلطة (بعدما قاد جهاز المخابرات العراقيّة الذي أنشأه الاحتلال الأميركي ورعاه)، هلّل كل الليبراليّين العرب له وطبّلوا. الليبراليّون اللبنانيّون في صحف الخليج هالوا الورد والزيزفون فوقه. والثوار في العراق ولبنان أشاروا بسبّاباتهم إلى البديل. تكنوقراط وصلوا إلى الحكم، فلتُعقد حلقات الدبكة على الفور. المشكلة أنّ التكنوقراط غير شعبيّين في عالمنا لأنّهم جزء من مشروع غربي مُتسلّط. سلام فيّاض كان الفلسطيني المُفضّل عند جورج بوش. وعندما ترشّح للانتخابات (وكان المُراد أن تصبح شعبيّـته الطريق لوصوله إلى رئاسة الوزراء مرّة أخرى) لم ينل أكثر من 1% من أصوات المقترعين (وكانت حنان عشراوي شريكته في القائمة التكنوقراطيّة). نال الكاظمي كمّاً هائلاً من الثناء في إعلام السعوديّة. قالوا عنه: هو البديل الذي يقضي على فرسنة العراق ويقضي على الفساد. ما مناسبة هذا الكلام؟ الكاظمي ظهر في تحقيق لـ«واشنطن بوست» عن الفساد والتعذيب الوحشي والابتزاز الجنسي في سنوات حكمه. فضائح من العيار الثقيل. التعذيب الوحشي على طريقة صدّام حسين، والرجل كان يعمل عند كنعان مكيّة في دكّانة «الذاكرة العراقيّة». مليارات مسروقة من أموال الشعب العراقي. طبعاً، المتحدّث باسم الخارجيّة نفى علمه بكل ذلك. نسي الأميركيّون ونسيت القيادة الوسطى للقوّات المسلّحة الأميركيّة علمها بقبائح عهد الكاظمي. الكاظمي؟ من هو؟ لم نسمع به من قبل. هذا اختيار الشعب العراقي الحرّ ونحن لم نعيّنه على رأس جهاز المخابرات العراقيّة الليبراليّة إلا نتيجة للضغط الشعبي العراقي، لأنّ أميركا كما هو معروف تأتمر بأوامر الشعوب العربيّة وتحترم خياراتها. السنيورة كان محبوباً عند جورج بوش كما سلام فيّاض. غريب هذا الولع الغربي الحكومي بالتكنوقراط. قد يكون ذلك بسبب خلفيّتهم القوميّة العربيّة.

0 تعليق

التعليقات