قصّة رميش تحتلّ الحيّز الإعلامي، بعد الحداد الهائل على فقيد اليونيفل. البطريرك استنكر «قوى الأمر الواقع» و«الغرباء» عن المنطقة. هذه المصطلحات كان يستعملها الإعلام الإسرائيلي والكتائبي في زمن الحرب. الناشطة فرينا العميل استنكرت بقوّة، بنفس لهجة القوات اللبنانيّة، ما حصل وذكّرت بأنّ رميش «قاومت الاحتلال الإسرائيلي». نستطيع أن نعقد حلقة دبكة وأن نقول إنّ زيارة البطريرك للمختارة أنهت الحرب الأهليّة والصراعات ونستطيع أن نقول، مع جبران تويني، إنّ الجميع في لبنان قاومَ بمن فيهم أنطوان لحد، لكنّ الحقائق عنيدة كما يُقال. متى قاومت رميش إسرائيل؟ هناك مدائح شعريّة عن رميش من قبل مناحيم بيغن وإسحاق رابين وشمعون بيريز. رميش كانت أحد مقرّات الاحتلال الإسرائيلي وكان كل من له صلة بالمقاومات ضد إسرائيل يخشى أن يمرّ فيها للحظة في سنوات الحرب. وتلاقت فرينا العميل مع البطريرك الراعي في وصف حزب الله بـ«قوى الأمر الواقع». قوى الأمر الواقع؟ هذه مصطلحات كان الإعلام الإسرائيلي والكتائبي يطلقها في سنوات الحرب على منظمة التحرير لأنّها غير لبنانيّة. هذا الوصف يقصي عن المُواطَنَة الشيعة من أهل الجنوب. وهذا الخطاب بات سائداً. الجنوبيّون الشيعة باتوا إيرانيّين، والذين تحالفوا مع إسرائيل في سنوات الحرب باتوا اللبنانيّين الأصيلين (بصرف النظر عن الطائفة لأنّ هناك ناساً من كل الطوائف انضووا في صفوف جيش لحد مع غلبة طائفيّة في القيادة). لا، ويستنكرون وجود منظمة بيئيّة بحكم ارتباطها بـ.... فريق لبناني. لبنان يعجّ بجمعيّات ومنظمات ووسائل إعلام، بعضها مموّل من اللوبي الإسرائيلي وتوابعه، ومعظمها مموّل من حكومات الغرب والخليج وضاقت في عينهم جمعيّة لبنانيّة بيئية ملتزمة بمناصرة الجنوب ضد إسرائيل؟ ماذا تريدون؟ جمعيّة لنصرة إسرائيل كي تكتسب شرعيّة بنظركم؟ ثم لو كانت الحركة البيئيّة «أخضر بلا حدود» تزرع الأشجار فما الضير، لو كان الهدف هو التشجير (محمود بذاته) وتغطية الرؤية على المعتدي (محمودة أكثر)؟ ما يجري في لبنان اليوم هو انفجار من قبل معسكر التطبيع وذلك بالتنسيق مع مُضيفي مطعم «بيبي» في دبي.